بقلم: الدكتور محمد سعدون عبيد العكيلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
روى الكوفي([1]) وقال: (... عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)سرية واستعمل عليهم عليا، فصنع علي شيئا أنكروه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعلموه، وكانوا إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلموا عليه ونظروا إليه، ثم ينصرفون إلى رحالهم، قال: فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله! ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأقبل إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعرف الغضب في وجهه فقال: (ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ علي مني وأنا من علي، وعلي ولي كل مؤمن بعدي).
ويتفق ابن حجر([2]) مع الكوفي فقال: (عن عمران بن حصين أن رسول الله قال ما تريدون من علي ما تريدون من علي ما تريدون من علي، إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي). ويظهر من مقارنة هذه الرواية بسابقتها أنَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان خير مدافع عن الإمام علي (عليه السلام) من الذين يتقولون عليه أو الذين لا يعرفون قدره ومنزلته لا عند الله ولا عند رسوله) كذلك يروي الكوفي[3] فيقول: (... (خالد بن عرفطة)[4] قال أتيت سعد بن مالك بالمدينة فقال: ذكر لي أنكم تسبون عليا؟ قال: قد فعلنا، قال: فلعلك قد سببته؟ قال: قلت: معاذ الله! قال: فلا تسبه فلو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته أبدا بعد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما سمعت).
ويتفق معه البخاري[5] فيروي ويقول: (... خالد عن عرفطة قال أتيت سعد بن مالك فقال ذكر لي انكم تسبون عليا قال فلعلك قد سببته قلت معاذ الله قال لا تسبه فلو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته بعدما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما سمعت). يبدو أن المبغضين للإمام علي كثر منهم ممن يسكنون المدينة في حياة النبي وبعد وفاته ولا عجب بذلك لأنه الشخصية الوحيدة التي حارت بها الألباب بعد شخصية النبي المرسل)([6]).
الهوامش:
([1]) المصنف، ج7، ص504.
([2]) أحمد الهيثمي المكي (ت974هـ)، الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، ط2، مكتبة القاهرة، (مصر - 1965م)، ص124.
[3] المصنف، ج7، ص504.
[4] هو خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان الليثي توفي بالكوفة سنة (60 هـ) استخلفه سعد بن أبي وقاص على الكوفة من قبل معاوية، ينظر: الخصيبي، أبو عبد الله الحسين بن حمدان (ت 334هـ)، الهداية الكبرى، ط4، مؤسسة البلاغ، (بيروت - لبنان)، (1411هـ - 1991م)، ص161؛ الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى (ت 406 هـ)، خصائص الأئمة (عليهم السلام)، تحقيق: محمد الأميني، د- ط، مجمع البحوث الإسلامية، (مشهد - 1406 هـ)، ص53؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، تقديم: كاظم المظفر، ط2، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها، (النجف الأشرف - العراق)، (1385هـ - 1965م)، ص46.
[5] الكنى جزء من التاريخ الكبير، د- ط، المكتبة الإسلامية، (تركيا - ديار بكر)، (د- ت)، ص11؛ ابن أبي عاصم، السنة، ص590؛ النسائي، السنن الكبرى، ج5، ص133.
([6]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخبار الإمام علي بن ابي طالب في كتاب المصنف لابن ابي شيبة الكوفي: تأليف محمد سعدون عبيد العكيلي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 140-141.