بقلم: د. قاسم خلف السكيني.
الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
وبعد:
قال عليه السلام: مَنْ أَطَالَ الأَمَلَ أَسَاءَ العَمَلَ([1])
يدعو الإمام (عليه السلام) في هذه الحكمة الناس إلى عدم الإنخداع بالأمل، والاغترار بطوله، لأن ذلك يجعل العمل مساءً فيه لأن الأمل يصور للإنسان وجود الفرص الكافية لإنجاز العمل وفي هذا وجه من وجوه إساءة العمل.
ومع إن روايتي العيون، وشرح الغرر، جاءتا متطابقتين، إلا أن أسلوب الإيجاز من جهة، وإتفاق أغلب الشراح على روايتها بلفظ المتن من جهة ثانية، يجعل اعتماد ما هو في المتن أرجح. وان سبباً آخر جعلني أهمل رواية العيون، هو تنازعها بين روايتين، كما هو واضح من تخريج الروايات.)([2]).
الهوامش:
([1]) وردت في العيون ص479 بلفظ: (ما أطال أحدٌ الأمل إلا نسي الأجل فأساء العمل)، وفي ص 475: (ما أطال أحد الأمل إلا قصّر في العمل)، وفي شرح الغرر 2/415 الرواية نفسها، باختلاف يسير، وهو وجود حرف الواو بدلاً من الفاء في (فأساء حيث وردت (وأساء). ورويت الحكمة بلفظ المتن في: المنهاج 3/280 والترجمة 2/ 413، وشرح ابن أبي الحديد 18/ 285، وشرح البحراني 5/ 281، والمصباح ص586 .
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص57.