بقلم: د. سعيد عكاب عبد العالي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من اصطُفي من الخلق، وانتُجب من الورى، محمد وآله أُلي الفضل والنُّهى.
وبعد:
وقد وردَت صِّيغةُ (فعَّلَ) في المرويَّات دالَّةً على التَّكثير، إذ قالَ ابن منظور في بيان معنى كلمة (وَشَّجَ): «وَشَجَتِ العُرُوق والأَغصان: اشْتَبَكَتْ، ومِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: ووَشَّجَ بَيْنَهَا وبَيْنَ أَزواجها، أَي: خَلَطَ وأَلَّفَ، يُقَالُ وشَّجَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ تَوْشِيجًا، ورَحِمٌ واشِجةٌ ووَشِيجَةٌ: مُشْتَبِكَةٌ مُتَّصِلَةٌ»(([1])).
ومعنى وشَجَ، اشْتَبَك «يُقَالُ: وشَجَتِ العُرُوقُ والأَغْصَانُ، وكُلُّ شَيْءٍ يَشْتَبِكُ فَهُو واشِجٌ» (([2]))، وقالَ ابنُ فارس في معنى وشَجَ: «الواوُ والشِّينُ والجِيمُ: كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى اشْتِبَاكٍ وتَدَاخُلٍ»(([3])).
أَمَّا إذا جَاءَ الفعلُ(وَشَّجَ) مُضعَّف العينِ؛ فإنَّهُ يدلُّ على المبالغةِ والتَّكثيرِ في الفعل؛ لذلك نرى في حديث الإمام(عليه السَّلام) الفعل(وَشَّجَ) جاءَ مضعَّفَ العين؛ ليناسب المعنى الَّذي أرادهُ الإمامُ، إذ كان يصفُ في خطبتهِ خَلْقَ اللهِ السَّمواتِ، وكيف خَلَطَ وألَّفَ بينها بجليل قدرته، ودقَّةِ صنعِهِ، فتراها ملتحمةً، وفيما بينها مترابطة، مرتفعة بلا عمدٍ، وثابتة بلا وتدٍ، فسبحان الخالق القدير)([4]).
الهوامش:
([1]) لسان العرب(وشج): 2/399.
([2]) الدّلائل في غريب الحديث، للسرقسطي(ت302هـ): 1/340.
([3]) المقاييس(وشج): 6/114.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: مرويات الامام علي عليه السلام في لسان العرب: سعيد عكاب عبد العالي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 106-107.