من الأمثال العربية في نهج البلاغة أقواله (عليه السلام) في كتب الأمثال واللغة والتاريخ والتفسير 1-قوله عليه السلام: (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما)

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من الأمثال العربية في نهج البلاغة أقواله (عليه السلام) في كتب الأمثال واللغة والتاريخ والتفسير 1-قوله عليه السلام: (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما)

980 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 01-07-2024

بقلم: الدكتور حسن طاهر ملحم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها وأصبح بذلك أفصح العرب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لا سيما الإمام علي عليه السلام أمير البيان..

وبعد:
(أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما)([1])
هذا الكلام ورد عند أصحاب التصانيف مرة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومرة عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان نصيب الإشارة عندهم بوروده عن علي أشهر، ولا غرابة أن يأخذه الإمام عن معلمه الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) فيشتهر عنه كما أورده ابن حبّان راوياً إياه عن علي (عليه السلام) ناسبه إلى الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)([2]).
ورواه البخاري (ت256هـ) مسنداً عن مروان بن معاوية، قال: سمعت علياً يقول لابن الكواء هل تدري ما قال الأول، أحبب حبيبك هوناً ما عسى...)([3]).
والحديث كما ورد عن بعضهم موقوف عن علي (عليه السلام) ([4]).
وقال البلاذري في ترجمة عثمان مسنداً عن محمد بن عبيد الله الأنصاري عن أبيه، قال: أتيت علياً في داره يوم قتل عثمان، فقال ما وراءك؟ وأعلمته الخبر ثم قال: (أحبب حبيبك...)([5])
وبنفس الإسناد الذي أورده البلاذري رواه أبو هلال العسكري بعد قوله: المثل لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وفسره: هونا أي فصداً غير إفراط، ثم اسنده عن محمد بن عبيد الله الأنصاري قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول مراراً: اللهم إني أبرأ إليك من قتلة عثمان وإني أرجو أن يصيبني وعثمان قول الله: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} ([6]) قال: ورأيت علياً في داره يوم أجيب عثمان، فقال: ما وراءك؟ قلت: شر،  قتل عثمان، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون،  ثم قال (أحبب حبيبك...)([7]).

وقال النمر بن تولب([8]):
وأحــبب حبيبك حباً رويـــداً                لئلا يعــــولُك أن تتصــــرَّما
وأبغض بغيضَك بُغضاً رويداً                إذا أنتَ حـــاولتَ أن تحكُــما

وذكر السمرقندي (ت383هـ) في تفسير قوله تعالى: {وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ الله}([9]).
في الافراط في الحب قال وروي عن علي (عليه السلام) قال: أحبب حبيبك...([10]).
وذكر الدار قطني (ت385هـ) برفعه إلى علي (عليه السلام) مرة ومرة يرويه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرسلاً.([11])
أما ابن عساكر([12]) (ت571هـ) فقد أورده موقوفاً على علي (عليه السلام) وكذلكعند المزي([13]) (ت742هـ).
والذهبي بدوره ذكر المثل وقال ([14]): وإنما هذا من قول علي.([15]).

الهوامش:
([1]) الميداني: جمهرة الأمثال 1/183.
([2]) ابن حبان: أمثال الحديث النبوي ص20، الطبراني: المعجم الأوسط 3/357.
([3]) البخاري: الأدب المفرد، مؤسسة الكتب الثقافية، ط1، بيروت 1986م، ص28.
([4]) الترمذي: سنن الترمذي 3/243،  الصنعاني: المصنف 11/181.
([5]) أنساب الأشراف 5/95.
([6]) الحجر: آية 47.
([7]) أبو هلال العسكري: جمهرة الأمثال 1/184.
([8]) النمر بن تولب: هو من عكل وكان شاعراً جواداً ويسمى الكيّس لحسن شعره وهو جاهلي أدرك الإسلام وهو القائل لرسول الله (ص):
إنّا أتيناكَ وقد طالَ السفر              نقودُ خيلاً ضُمّراً فيها عُسُر
ينظر: ابن قتيبة: الشعر والشعراء ص62.
([9]) التوبة: آية 30.
([10]) السمرقندي: أبو الليث (ت383هـ)، تفسير السمرقندي: تحقيق محمود مطرجي، دار الفكر، بيروت، (د.ت)، 2/53
([11]) الدارقطني: علي بن عمر (ت385هـ)، علل الدارقطني، تح: محفوظ الرحمن زين الله، دار طيبة للطباعة، الرياض، 1405هـ، 4/33.
([12]) تاريخ مدينة دمشق، 42/320.
([13]) المزي: جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن (ت742هـ) تهذيب الكمال، تحقيق بشار عوّاد معروف، مؤسسة الرسالة، 1992م،  19/253.
([14]) الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت748هـ) ميزان الاعتدال، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة 1963م، 2/253.
([15]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأمثال العربية ومدلولاتها التاريخية في كتاب نهج البلاغة، للدكتور حسن طاهر ملحم، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، 222-225.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2471 Seconds