بقلم: د. حسام عدنان الياسري.
الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله، مانع كل غنيمة وفضل، وكاشف عظيمة وأزل، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الاطهار.
وبعد:
وقد استعار الإمام لفظة (دابَّة) لِرِجْلَي النبيِّ عيسى (عليه السلام) في إشارة إلى الاستغناء عن الدواب في تَنَقُّله، زهداً ورغبة عن ذلك؛ إذ يقول في وَصْف حال النبّي عيسى: ((... دَابَّتُهُ رِجْلاَهُ، وَخَادِمُهُ يَدَاهُ))([1]). فَرِجْلاَه ويداه هي ما يَعْتَمِل به النبي (عيسى) في أعماله، كأنّه رغب عن الإفادة من (الدَّابَّة) و(الخادم) تركاً للدنيا، وإعراضاً عنها. ويبدو أنّ استعمال لفظ (دابّة) والتعبير بها عن رِجْلَي النبي في هذا المقام جاء للمناسبة بين (الدابّة و الرجّل)، من جهة الدلالة على المَشْي؛ فلفظ (دَابَّة) مأخوذ من (الدَّبِيْب)، وهو في اللغة المَشْي على هيئة مُعَيّنةَ([2]).والدَّبُّ الضَّرْب([3]). كأنّ الدَّابّة اذا مشت تَضْرب برجليها الأرضَ بهيئة معينة معروفة ومن هنا جاءت المناسبة في وصف الرجلين بالدّابّة.)([4]).
الهوامش:
([1]) نهج البلاغة: خ / 160: 283.
([2]) ينظر: لسان العرب (دبب): 1/369.
([3]) نفسه.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة: للدكتور حسام عدنان رحيم الياسري، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 82.