.png)
سلسلة قصار الحكم
بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد
دعوة إلى عدم التسرع في الكلام والتأني قبل الجواب فإن عدم الجواب خير من الجواب غير المناسب لما يستلزمه من كذب وتغيير للحقائق.
وإلى عدم التسرع في تبيان جميع المعلومات لأن بيان بعضها مورط والعاقل بطبعه يبتعد عن المورطات.
ولا يمكن إنكار شيء؛ لأن جميع ما ينطق به الإنسان موثق عليه بما يدينه –أحياناً– وتكون مادة تجريمه والتحريض عليه من خلال أعضاء بدنه[1].
إذن فاللازم عدم قول ما نجهله وعدم قول كل ما نعلمه بل يتوازن الإنسان بين المواقف التي ينبغي التكلم فيها أو السكوت أو قول بعض والسكوت عن البعض الآخر ليحفظ نفسه أو غيره ولو لم يلتزم بهذا لتعرض للسؤال لأنه مراقب من حيث لا يمكنه التنصل والإنكار، ولم يترك ليتصرف بما يحلو له فيفعل ما يريد ويترك ما يريد بل على الإنسان أن يلتزم بما افترض الله تعالى عليه من واجبات والتزامات لئلا يضع فرائض الله عليه.
ومن أراد التعرف على تفاصيل الفرائض فعليه مراجعة وصية الإمام عليه السلام لولده محمد بن الحنفية)([2]).
الهوامش:
[1] إذ قد أخذ الله تعالى عليها أن تشهد عندما بطلب منها ذلك يوم القيامة فتفصح عن كل ما ارتكبه الإنسان من خلالها وكل عضو يدلي بشهادته حسب موقعه واختصاصه والشاهد على الجميع هو الله تعالى وقد قال تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} سورة النور الآية: (24-25).
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 286-287.
