الأخلاق من نهج البلاغة/ الأخلاق والسلوك: المراقبة الدائمة

سلسلة قصار الحكم

الأخلاق من نهج البلاغة/ الأخلاق والسلوك: المراقبة الدائمة

566 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 13-08-2024

بقلم: الشيخ محسن المعلم

((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))

وبعد:

التقوى عند الإمام:
ولقد أفاض في حديث التقوى فيما أفصح به لسانه أو خطه بنانه تعريفاً وتوصيفاً ودوراً وأثراً. وفيما يلي نماذج من تلكم المواطن:

المراقبة الدائمة:
«اتَّقِ اللهَ فِي كُلِّ صَبَاح وَمَسَاءٍ، وَخَفْ عَلَى نَفْسِكَ الدُّنْيَا الْغَرُورَ، وَلاَ تَأْمَنْهَا عَلَى حَالٍ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْدَعْ نَفْسَكَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا تُحِبُّ، مَخَافَةَ مَكْرُوهِهِ، سَمَتْ بِكَ الْأَهْوَاءُ إلى كَثِيرٍ مِنَ الضَّرَرِ. فَكُنْ لِنَفْسِكَ مَانِعاً رَادِعاً، وَلِنَزْوَتِكَ عِنْدَ الْحَفِيظَةِ وَاقِماً قَامِعاً[1]»[2].
فالوصية وإن كانت لشريح بن هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام إلا أنها عامة شاملة فخصوص المورد لا يخصص الوارد.
إن الدنيا مسرح الحياة، وفيها مواطن الإثارة وبواعث الإغترار، والنفس بطبيعتها ميالة لا يشبع نهمها متع الحياة وإن توافرت، فمالم يحد من غلوائها ويكبح من جماحها بشديد المراقبة ودقيق المحاسبة سمت به الأهواء وعصفت وألقت من أخلد إليها في مهوى سحيق، ولا منجا من ذلك ولا معتصم إلا بتقوى الله على كل حال وفي كل آن)([3]).

الهوامش:
[1] الحفيظة: الغضب.
وقمه فهو واقم: قهره.
قمعه: ردّه وكسره.
[2] ك 56 /447.
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص154-155.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2580 Seconds