بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد
دعوة إلى تقديم ما يرضي الله تعالى في سائر المواقف قولاً أو عملاً على ما يرضي الناس، فإن أمكن الجمع بينهما فهو الخير وإلا فتترجح كفة رضا الله تعالى لأنه المضمون العاقبة بينما رضا الناس يتغير بتغيرهم وتتوزع اتجاهاته باختلاف رغباتهم وتوجهاتهم والفرد المسلم بل العاقل عموماً لا يستبدل المضمون بغيره ولا يقدم المتأرجح على المتوازي الثابت ومعلوم أن الله تعالى لا يرضى إلا الصحيح وما فيه خير الإنسان.
بينما المخلوق قد يرضى الصحيح وقد يرضى غيره، كما قد يختار ما فيه الإضرار بالغير من منطلق المصلحة إلا أنه تعالى منه عن النقائص ومن جملتها الإضرار بالغير.
إذن فالحكمة تمثل درساً من دروس ترسيخ العقيدة وإعطائها دوراً كبيراً هامشياً يتغير بتغير الظروف و المؤاتيات الوقتيه.
ومتى رسخت هذه القاعدة لدى المسلم أمكنه التغلب على الصعاب كافة لأنها قاعدة الإيمان بالله والثقة بعدله وحكمته والتسليم له والحب فيه والتفاني من أجله.
وكل هذه العوامل مساعدة على نجاح مسيرة الإنسان أنه مخلص في ولائه فيستحق الإمدادات الإلهية التي تغنية عن ا لمخلوقين.
بينما لو قدم المسلم رضا المخلوقين لعدم ترسخ تلك العوامل المؤلفة للقاعدة العقيدية فسوف يتراءى له الخذلان في جميع مرافق حياته ويتصور له في كافة مجالاته لأن التوفيق والوصول إلى المطلوب إنما هو بتقديم رضا الله تعالى وقد انعكست الحالة عند هذا الفرد فواجه مصيرً مؤسفاً. إذ قد خاف مخلوقا ولم يخف الخالق!!.([1]).
الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 288-289.