من الأمثال العربية في نهج البلاغة قوله عليه السلام: (بقية السيف أنمى عدداً وأكثر ولداً)

مقالات وبحوث

من الأمثال العربية في نهج البلاغة قوله عليه السلام: (بقية السيف أنمى عدداً وأكثر ولداً)

109 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 09-02-2025

بقلم: الدكتور حسن طاهر ملحم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها وأصبح بذلك أفصح العرب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لا سيما الإمام علي عليه السلام أمير البيان.

وبعد:

بقية السيف أنمى عدداً وأكثر ولداً([1])

من الأمثال التي أوردها الجاحظ وعلق عليها بقوله([2]): وقال علي رحمه الله (بقية السيف أنمى عدداً وأكرم ولداً) وجد الناس ذلك بالعيان،  للذي صار إليه ولده نهك السيف وكثره الذرء وكرم البخل.
وذكره ابن قتيبة في كتاب الحرب قال([3]): قال علي (عليه السلام): (السيف أنمى عدداً وأكثر ولداً) وفي الحديث (بقية السيف مباركة) يعني أن من نجا من ضربة السيف ينمو عدده ويكثر ولده،  وقال المهلب: ليس شيء أنمى من السيف،  ويقال: لا مجد أسرع من مجد السيف،  وكان درع علي (عليه السلام) صدراً لا ظهر لها،  فقيل له في ذلك فقال: إذا استمكن عدوي من ظهري فلا يتق.
وقال أبو الشيص([4]):
خَتَلَتْهُ المنـونُ بعـد اختـيالِ               بينَ صفـينِ من قنا ونصالِ
في رداءٍ من الصفيح صيقلٍ             وقميصٍ من الحديدِ مُدالِ
وذكر ابن عبد ربه في باب توقيعات الخلفاء قال([5]): ووقّع -يعني علياً (عليه السلام)- في كتاب الحصين بن المنذر([6]) إليه: إن السيف قد أكثر في ربيعة (بقية السيف أنمى عددا) وعقب عليها بقوله (يريد) إن السيف إذا أسرع في أهل بيت كثر عددهم ونما ولدهم،  ومما يستدل به على صدق قوله: ما عمل السيف في آل الزبير،  وآل أبي طالب،  وما أكثر عددهم([7]).
وعلق عليه ابن أبي الحديد قائلاً([8]): قال شيخنا أبو عثمان ليته لما ذكر الحكم ذكر العلة،  ثم قال: قد وجدنا مصداق قوله في أولاده وأولاد الزبير وبني المهلب وأمثالهم ممن أسرع القتل فيهم.
هذه النماذج من حكمه السائرة التي جرت مجرى الأمثال، ما ذكرناها إلا إتماماً لمسار البحث ومن أراد المزيد يرجع إلى مضانها في كتب اللغة والأدب والتفسير والفلسفة والتاريخ... )([9]).

الهوامش:
([1]) نهج البلاغة: كلمة 84.
([2]) البيان والتبيين: 2/316.
([3]) عيون الأخبار: 2/130- 131.
([4]) أبو الشيص: محمد بن عبد الله بن رزين، يكنى أبا جعفر وهو ابن عم دعبل الخزاعي (ت196هـ)، شاعر هارون الرشيد. ترجمته: ابن النديم: الفهرست ص183؛  الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، 3/18؛  ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، 12/453؛  الزركلي: الأعلام، 3/304؛  رضا كحالة: معجم المؤلفين، 11/23.
([5]) العقد الفريد: 1/102، 4/206.
([6]) الحصين بن المنذر: يكنى أبا سامان، صاحب راية أمير المؤمنين (عليه السلام) من رجالات علي (عليه السلام) وابو سامان كنية كسرى وكنى بها الحصين كما ورد عند ابن منظور.
ترجمته: ابن قتيبة: الإمامة والسياسة 1/140، الدينوري: الأخبار الطوال: 189، ابن أبي الحديد: شرح النهج 16/17، ابن منظور: لسان العرب 6/109، الخوئي: معجم رجال الحديث 7/135.
([7]) ابن عبد ربه: العقد الفريد، 1/103.
([8]) شرح النهج، م4/279.
([9]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأمثال العربية ومدلولاتها التاريخية في كتاب نهج البلاغة، للدكتور حسن طاهر ملحم، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، 254-255.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3034 Seconds