ألفاظ الأشجار والثمار والأزهار في نهج البلاغة: 5ـ الأوْرَاقُ

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

ألفاظ الأشجار والثمار والأزهار في نهج البلاغة: 5ـ الأوْرَاقُ

773 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 23-10-2025

بقلم: د. سحر ناجي المشهدي

الحمد لله الأول قبل الإنشاء، والآخر بعد فناء الأشياء، أحمده استتمامًا لنعمته، واستعصاماً من معصيته، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من اصطفى من الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وآل الطاهرين..

اما بعد:
وردت هذه اللفظة  لتدل على المعنى الحقيقي لورقة الشجرة المعروفة،  فجاءت مفردة على صيغة مصدر المرة (ورقة)  على زنة (فعَلَة)،  وذلك في قوله: « دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لاَهْوَنُ مِنْ وَرَقَة فِي فَمِ جَرَادَة تَقْضَمُهَا» ([1])،  والدلالة هنا على تحقير الدُّنيا،  فما احقر من ورقة في فم جرادة قد استهلكتها قضماً بفيها،  وهذا يدل على ان الورقة يابسة،  فالقضم للشيء اليابس،  والخضم للشيء الرطب. 

وجاء هذا اللفظ على الصيغة الفعلية الحالية (يـُورق): « تَوَقَّوا الْبَرْدَ فِي أَوَّلِهِ، وَتَلَقَّوْهُ فِي آخِرِهِ، فَإِنَّهُ يَفْعَلُ فِي الاْبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِي الأشجار، أَوَّلُهُ يُحْرِقُ وَآخِرُهُ يُورقُ»([2])،  وفيه يحذر الامام من البرد فيأمرنا بالحفاظ على النفس من أذاه ؛ فيصف بداية الربيع ونهايته،  فالبرد في آخره (الخريف)  يمسُّ الأبدان بعد تعودها،  فيكون أخفُّ عليها. وفيه بيان لبداية حلول الشتاء،  وهو فصل الخريف،  ويقال:  ورًقت الشجرة توريقا وأورقت إيراقاً:  أخرجت ورقها.  والوَراق:  وقت خروج الورق ([3]).
  فالواو والرَّاء والقاف:  أصلان يدلُّأحدهما على خير ومال،  وأصله وَرَق الشًجر،  والآخر على لون من الألوان،  فالأول الورق ورق الشجر. وهو المَّال،  من قياس ورَق الشجر،  لأن الشجرة اذا تحات ورقها انجردت كالرَّجل الفقير...([4])
 قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}([5]).
 والوارقة:  الشجرة الخضراء الورق الحسنة،  وعام أوْرَق لامطر له،  والوَرِقُ بالكسر الدًراهم([6]). )([7]).

الهوامش:
([1]) نهج البلاغة:  خ 224،  255.
([2]) الحكم القصار:  123،  372.
([3]) العين (مادة ورق):  5 / 209.
([4]) ظ:  مقاييس اللغة:  6 / 101 ـ 102. 
([5]) الانعام / 59.
([6]) ظ:  لسان العرب (مادة ورق):  6 / 4815  وظ:  المفردات في غريب القران:  2 / 674.
([7]) لمزيد من الاطلاع ينظر: المعجم الاقتصادي في نهج البلاغة، للدكتورة سحر ناجي المشهدي، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 291-293.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.1193 Seconds