لو كان يرقى هذا الخطيب العظيم منبر الكوفة في عصرنا هذا، لرأيتم مسجدها على سعته يتموّج بقبّعات الإفرنج للاستقاء من بحر علمه الزاخر
جاء في كتاب الإمام علي صوت العدالة الانسانية: (فإن علي بن أبي طالب قد ولد مسلما، لأنه من معدن الرسول مولدا ونشأة ومن ذاته خلقا وفطرة... لأن إسلام علي كان أعمق من ضرورة الارتباط بالظروف إذ كان جاريا من روحه كما تجري الأشياء من معادنها والمياه من ينابيعها
وقال أيضا: (هل عرفتَ من الخلق عظيماً، يلتقي مع المفكرين بسموّ فكرهم، ومع الخيّرين بحبهم العميق للخير، ومع العلماء بعلمهم، ومع الباحثين بتنقيبهم، ومع ذوي المودة بموداتهم، ومع الزهاد بزهدهم، ومع المصلحين بإصلاحهم، ومع المتألمين بآلامهم، ومع المظلومين بمشاعرهم وتمرّدهم، ومع الأُدباء، بأدبهم، ومع الابطال ببطولاتهم، ومع الشهداء بشهادتهم، ومع كل انسانية بما يشرّفها ويرفع من شأنها ...
وماذا عليك يا دنيا لو حشّدت قواك فأعطيت في كل زمن علياً بعقله وقلبه ولسانه وذي فقاره