مولد سيِّد الأحرار (عليه السَّلَام).

مقالات وبحوث

مولد سيِّد الأحرار (عليه السَّلَام).

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 09-04-2019

مولد سيِّد الأحرار (عليه السَّلَام).

 

الباحث: سَلَام مَكيّ خضيّر الطَّائِيّ.

 

الحمدُ لله ربّ العالمين، والصَّلَاة والسَّلَام على أشرف الخلق والمُرسلين أبي القاسم مُحَمَّد وآله الغرّ الميامين، واللَّعن الدَّائم على أعدائِهم إلى قيامِ يوم الدِّين...

أمَّا بعد...

فإنَّ شهر شعبان من الشهور المباركة، ففي الثالث من هذا الشهر من السَّنة الثَّالثة للهجرة[1]، أشرقت الشَّمس وانبثق نورها في البيت الهاشمي (المُحمَّديّ العَلَويّ)، ليكون هذا النّور نبراسًا للأحرار يستضاء به، وعمَّ هذا النُّور كل أرجاء المعمورة، وهذا كلّه سببه مولد سيِّد شباب أهل الجنَّة الإمام الحُسَين (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، وأصبح الكون فرحانًا مبتهجًا بسيِّد الأحرار (عليه السَّلَام).

فالإمام الحُسَين (عليه السَّلَام)، هو النُّور الأوَّل من الأنوار الهاشميَّة، التي أضاءت  الطَّريق أمام سالكيه، فخُلِق (عليه السَّلَام)، من نور جدِّه مُحَمَّد (صلَّى الله عليه وآله)، ونور أبيه الإمام عَلِيّ بن أبي طالب وأُمّه السَّيِّد الجليلة فاطمة الزَّهراء (عليهما الصَّلَاة والسَّلَام)، فروي: أن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، قال: (... خلقني الله من صفاءِ نوره فدعانيّ فأطعته وخلق مِن نُوريّ عَلِيَّا فدعاه إلى طاعته فأطاعه، وخلق من نوري ونور عَلِيّ عليه السَّلَام فَاطمَة فدعاها فأطاعته، وخلق منّيّ ومن عَلِيّ ومن فاطمة الحَسَن والحُسَين فدعاهما فأطاعاه)[2].

 فكانت ولادته الميمونة معجزة من المعجزات، فكانت المدّة بين مولده (عليه السَّلَام)، وبين مولد أخيه الإمام الحَسَن المجتَبى (عليه السَّلَام)، ستّة أشهر وعشرًا[3].

تسميته (عليه السَّلَام):

كان سبب تسمية الإمام الحُسين (عليه السَّلَام)، بـ(حُسَين)، أمرًا من الأمور الرَّبَّانيَّة، وليس من اختيار أحد غير الله عزَّ ذكره، فجاء في الحديث المروي عن الرَّسُول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله)، إنَّه قال: (...فسمَّانَا الله عزَّ وجل بخمسة أسماء من أسمائه: فالله المحمود وأنا محمد، والله العَلِيّ وهذا عَلِيّ، والله فاطر وهذه فَاطِمَة، والله الاحسان وهذا الحَسَن، والله المُحْسِن وهذا الحُسَين)[4]، في بهذه الحالة يتّضح للمقابل سبب تسميته (عليه السَّلَام)، بهذا الاسم.

ألقابه (عليه السَّلَام) وكنيته:

من ألقابه (عليه السَّلَام)، سيِّد شباب أهل الجنَّة، فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، فيه وفي أخيه الإمام الحَسَن (عليهما الصَّلَاة والسَّلَام): (الحَسَن والحُسَين سيِّدا شباب أهل الجنة...)[5]، وأيضًا يلقَّب بالسبط، فقال الرَّسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله): (حُسَين سبط من الأسباط)[6]، أمَّا كنيته (عليه السَّلَام)، فكان يُكنَّى بـ(أبي عبد الله).

فضائله ومناقبه (عليه السَّلَام):

للإمام الحُسَين الشَّهيد (عليه السَّلَام) مناقب وفضائل لا تُعد، فهو (عليه السَّلَام)، السّبطِ الثَّانيّ بعد أخيه الإمام الحَسَن المُجتبى (عليه السَّلَام)، لرسول الله مُحَمَّد (صلَّى الله عليه وآله)، وهو الإمام الثَّالث، والخليفة والوصيّ بعد أخيه الإمام الحَسَن المجتَبى (عليه السَّلَام)، وأنَّه (عليه السَّلَام)، خامس أصحاب الكساء[7]، وجدّه النَّبي مُحمَّد المُصطفى (صلَّى الله عليه وآله)، وأبيه سيِّد الأوصياء الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه الصَّلَاة والسَّلَام)، وأُمّه السَّيِّدة الزَّهراء البتول فاطمة الزَّهراء بنت مُحَمَّد (صلوات الله تعالى وسلامه عليها)، سيّدة نساء العالمين وبضعة أبيها المُصطفى (صلَّى الله عليه وآله)، وتربَّى (عليه السَّلَام) في بيت يملك الأصالة في النّسب والحسب، وتغذى تلك الخصال الحسِنة والأخلاق الحميدة من هذا البيت، فاصبح (عليه السَّلَام)، كعبة لمن أراد النَّجاة والوصول إلى الله تعالى بحبّه وموالاته والاقتداء به والتحلّي بخصاله، واقترن حبّ الباري سُبحانه بحبّه (عليه السَّلَام)، فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، إنَّه قال: (أحبّ الله من أحبّ حسيناً)[8].

فكان (عليه السَّلَام) يشبه جدّه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، في جميع الخصال كالكرم والسَّخاء، والشَّجاعة، وغيرها، كأخيه الإمام الحَسَن المُجتبى (عليه السَّلَام)[9]، فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، إنَّه قال: (حُسَينٌ مِنّيّ وأَنَا مِن حُسَين)[10].

 وفي الختام نسأل الله تعالى أن يرزقنا دوام المحبّة والولاء لآل البيت النَّبويّ (عليهم الصَّلَاة والسَّلَام)، وزيارتهم، وأن يرزقنا شفاعتهم يوم الورود، ويرزقنا بكلّ حرف من حروف هذه المقالة بأضعافٍ مضاعفة من الأجر والثَّواب، إنَّه سميعٌ مٌجيب، وصلَّى الله على سيِّدنا مُحمَّد وآله الأطهار...



[1] ينظر: الكافي، الشَّيخ الكُليني: 1/463.

[2] بحار الأنوار، للعلَّامة المجلسي: 25/6.

[3] ينظر: الكافي: 1/464.

[4] بحار الأنوار، للعلَّامة المجلسي: 25/6.

[5] قرب الإسناد، الحميري القُمّيّ: 111.

[6] شرح الأخبار، القاضي النّعمان المغربي: 3/112.

[7] ينظر: موسوعة الفقه الإسلامي، طبقاً لمذهب أهل البيت (عليهم السَّلَام)، مؤسسة دائرة المعارف الفقه الاسلامي: 1/131.

[8] الأمالي، الشَّريف المرتضى: 1/157.

[9] ينظر: موسوعة الفقه الإسلامي، طبقاً لمذهب أهل البيت (عليهم السَّلَام)، مؤسسة دائرة المعارف الفقه الاسلامي: 1/131.

[10] مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب: 3/226.

المقالة السابقة المقالة التالية

Execution Time: 0.2268 Seconds