(مائة منقبة)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إنَّ الله تبارك وتعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يحصي عددها غيره، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقراً بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولو وافى القيامة بذنوب الثَّقلين، ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه))، (مائة منقبة، محمد بن أحمد بن علي بن الحسن القمي ( ابن شاذان )، ص177، المنقبة المائة)، (الأمالي، الشيخ الصدوق، ص201، ح10).
...................................
(الأمالي، الصدوق)، عن أبي هريرة: ((أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، أما رأيت فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة وخرج إلى الصين، فأسرع الكرة، وأعظم الغنيمة حتى قد حسده أهل وده، وأوسع قراباته وجيرانه ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن مال الدنيا كلما ازداد كثرةً وعظماً، ازداد صاحبه بلاءً، فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلا بمن جاد بماله في سبيل الله، ولكن ألا أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة، وأسرع منه كرة، وأعظم منه غنيمة، وما أعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن ؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انظروا إلى هذا المقبل إليكم، فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلو من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل السماوات والأرض، لكان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنة له، قالوا: بماذا، يا رسول الله ؟ فقال: سلوه يخبركم عما صنع في هذا اليوم، فأقبل عليه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقالوا له: هنيئاً لك بما بشرك به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب ؟ فقال الرجل: ما أعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتي، وأردت حاجة كنت أبطأت عنها، فخشيت أن تكون فاتتني، فقلت في نفسي لأعتاضن منها النظر إلى وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: النظر إلى وجه علي عبادة.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إي والله عبادة، وأي عبادة ! إنك - يا عبد الله - ذهبت تبتغي أن تكتسب ديناراً لقوت عيالك ففاتك ذلك، فاعتضت منه النظر إلى وجه علي، وأنت له محب، ولفضله معتقد، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلها لك ذهبةً حمراء فأنفقتها في سبيل الله، ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم الله من النار بشفاعتك))، (الأمالي، الشيخ الصدوق، ص443 - 444، ح1، المجلس الثامن والخمسون).
........................................
(تاريخ مدينة دمشق)، عن عائشة، قالت: ((رأيت أبا بكر الصديق يكثر النظر إلى وجه علي بن أبي طالب [عليه السلام]؛ فقلت: يا أبه إنك لتكثر النظر إلى علي بن أبي طالب [عليه السلام]؛ فقال لي يا بنية: سمعت رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) يقول: (النظر إلى وجه علي عبادة))، (تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص350).
......................................
(عيون أخبار الرضا)، أبو محمد الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام)، قال: ((سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليلة أسرى بي ربي (عز وجل) رأيت في بطنان العرش ملكا بيده سيف من نور يلعب به كما يلعب علي بن أبي طالب (عليه السلام) بذي الفقار، وأن الملائكة إذا اشتاقوا إلى وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام) نظروا إلى وجه ذلك الملك فقلت: يا رب هذا أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) وابن عمي ؟ فقال: يا محمد هذا ملك خلقته على صورة علي يعبدني في بطنان عرشي تكتب حسناته وتسبيحه وتقديسه لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى يوم القيامة))، (عيون أخبار الرضا (ع) الشيخ الصدوق، ج2، ص139، ح15).
....................................
(الفضائل)، عن ابن عباس (رضي الله عنه)، قال: ((سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (أعطاني الله تعالى خمساً وأعطى علياً (عليه السلام) خمساً أعطاني جوامع الكلم وأعطى علياً جوامع العلم وجعلني نبياً وجعله وصياً وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل وأعطاني الوحي واعطاء الإلهام وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماوات والحجب حتى نظر إلي ونظرت إليه قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت له: ما يبكيك يا رسول الله فداك أبي وأمي، قال: يا بن عباس ان أول ما كلمني به ربى، قال: يا محمد انظر تحتك؛ فنظرت إلى الحجب قد انحرقت وإلى أبواب السماء قد انفتحت ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي فكلمني وكلمته وكلمني ربي (عز وجل)، قال: فقلت: يا رسول الله بما كلمك ربك، قال: قال لي يا محمد إني جعلت علياً وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فاعلمه فها هو يسمع كلامك فأعلمته وأنا بين يدي ربي (عز وجل)، فقال لي: قد قبلت وأطعت فأمر الله تعالى الملائكة يتباشرون به وما مررت بملأ من ملائكة السماوات إلا هنأوني، وقالوا يا محمد: والذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله (عز وجل) ابن عمك، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض؛ فقلت يا جبرئيل: لم نكَّس حملة العرش رؤوسهم؟ قال يا محمد: ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام) استبشاراً به ما خلا حملة العرش؛ فإنهم استأذنوا الله (عز وجل) في هذه الساعة فأذن لهم؛ فنظروا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلما هبطت جعلت اخبره بذلك وهو يخبرني به فعلمت انى لم أطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه؛ فقال ابن عباس (رضي الله عنه): فقلت: يا رسول الله أوصني؛ فقال: عليك بمودة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله تعالى من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو بقول اعلم فمن مات على ولايته قبل عمله ما كان منه، وان لم يأتِ بولايته لا يقبل من عمله شيء، ثم يؤمر به إلى النار، يا بن عباس والذي بعثني بالحق نبياً، إنَّ النَّار لأشد غضباً على مبغض عليّ (عليه السلام) منها على من زعم أن لله ولدا، يا بن عباس لو أن الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين اجتمعوا على بغض علي بن أبي طالب [عليه السلام] مع ما يقع من عبادتهم في السماوات؛ لعذبهم الله تعالى في النار، قلت يا رسول الله: وهل يبغضه أحد ؟ قال: يا بن عباس نعم يبغضه قوم يذكر من أنهم من أمتي لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيباً، يا ابن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم لمن هو دونه عليه، والذي بعثني بالحق نبيا ما بعث الله نبياً أكرم عليه منى ولا وصياً أكرم عليه من وصيي، قال ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأوصاني بمودته وانه لأكبر عملي عندي، قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوفاة؛ فقلت فداك أبي وأمي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد دنا اجلك؛ فما تأمرني ؟ قال: يا ابن عباس خالف من خالف علياً ولا تكونن لهم ظهيرا ولا ولياً، قلت: يا رسول الله ولم لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال: فبكى (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: يا ابن عباس سبق فيهم علم ربي، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا وأنكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة، يا ابن عباس إذا أردت ان تلقى الله تعالى وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومل معه حيث مال، ارض به إماماً، وعادِ من عاداه ووالِ من والاه، يا بن عباس حذر من أن يدخلك شك فيه؛ فان الشك في علي كفر بالله تعالى))، (الفضائل، شاذان بن جبرئيل القمي (ابن شاذان)، ص5 – 7).
...........................................
(الفضائل)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إن جبرئيل (عليه السلام) نزل عَلَيَّ وقال: يا محمد ان الله تعالى يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، خطيباً على المنبر؛ ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك، ويأمر جميع الملائكة ان يسمعوا ما تذكره والله يوحي إليك، يا محمد أن من خالفك في أمرك فله النار، ومن أطاعك فله الجنَّة؛ فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) منادياً نادى بالصلاة جامعة؛ فاجتمع الناس وخرج النبي (صلى الله عليه وآله) ورقى المنبر وكان أول ما تكلم به أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، ثمَّ قال (صلى الله عليه وآله): أيها الناس انا البشير انا النذير انا النبي الأمي وانا مبلغكم عن الله (عز وجل) في رجل لحمه لحمي ودمه دمي وهو عيبة علمي وهو الذي انتخبه الله تعالى من هذه الأمة واصطفاه وهذبه وتولاه وخلقني وإياه من نور واحد وفضلني بالرسالة وفضله بالإمامة والتبليغ عنى، وجعلني مدينة العلم وجعله الباب خازن العلم والمفتش منه الاحكام، وخصه بالوصية وبان أمره وخوف من عدوانه وازلف لمن والاه وغفر لشيعته وأمر الناس جميعا بطاعته، وانه (عز وجل) يقول من عاداه عاداني ومن والاه والاني ومن آذاه آذاني ومن ناصبه ناصبني، ومن خالفه خالفني، ومن أبغضه أبغضني، ومن أحبه أحبني، ومن اراده أرادني، ومن كاده كادني، ومن نصره نصرني، أيها الناس اسمعوا لما آمركم به وأطيعوه فانا أخوفكم عقاب الله تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيدا، ويحذركم الله نفسه، ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: معاشر الناس هذا مولى المؤمنين وحجة الله على الخلق أجمعين اللهم إني قد بلغت وهم عبادك وأنت القادر على صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين استغفر الله لي ولكم، ثم نزل عن المنبر فاتاه جبرئيل (عليه السلام)؛ فقال: يا محمد إن الله تعالى يقرئك السلام، ويقول لك: جزاك الله تعالى عن تبليغك خيراً؛ فقد بلغت رسالات ربك ونصحت لأُمتك وأرضيت المؤمنين وأرغمت الكافرين، يا محمد إن ابن عمك مبتلى ومبتلى به، يا محمد قل في كل أوقاتك: الحمد الله رب العالمين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والحمد لله حق حمده))، (المصدر السابق، ص7 – 8 ).
............................