الباحث: سلام مكي الطائي.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله رسوله الكريم وآله الطيبين الطاهرين، الغر الميامين الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أما بعد:
من الأمور الواضحة في حياتنا أن الإنسان يحصد ثمرة ما يفعله في حياته؛ فإذا كان هذا الفعل خيراً كان ما يحصده الخير، والصَّلاح ورضا الباري عزَّ وجل، وإذا كان ما يفعله شراً ومفسدة في الحياة؛ فمن الطبيعي يحصد الشر وعدم رضا الخالق جلَّ وعلا، نتيجة ما قام به وفعله.
فالمتتبع لحكم الإمام عَلِيّ(عليه السلام)، يجدها مليئة بالدرر والجواهر وفيها الخير والصلاح للإنسانية، ومن هذه ما يختص بهذا الموضوع؛ التي من خلالها يتعرف على النتائج التي يحصدها لبعض الأفعال التي يقوم بها.
فمن هذه الحكم، ما روي عنه أنَّه قال: (ثَمَرَةُ الحِكمَةِ التَّنَزُّهُ عَنِ الدُّنيا، والوَلَهُ بِجَنَّةِ المَأوى)([1]).
يفهم القاري من هذا الكلام أن ثمرة الحكمة لدى الفرد والتصرف بأموره على أساسها؛ فإنه يحصل على نتيجة إيجابية، وهي التنزه عن أمور الدنيا المغرية والزائلة وعدم إشغال باله فيها، ويكسب راحة باله، ويكون تفكيره فقط في كيفية التصرف، والتعامل مع ما يحيط به من الناس، وكيفية عمل العمل الصالح، من أجل إرضاء الله تعالى؛ ليفوز بالجنة ونعيمها، و هذه هي الثمرة المرجوة من الحكمة، التي يكون متحلياً بها.
بالإضافة إلى ما تقدم إن الإنسان المؤمن بالله تعالى ورسوله (صلَّى الله تعالى عليه وآله)، وما أتى به من رسالة سماوية، وبآل بيته الأطهار(عليهم أفضل الصَّلَاةِ والسَّلَامِ)، يكون تعامله مع الآخرين على أساس تعاليم الدين الإسلامي.
فنتيجة ذلك أو ثمرته هو الفوز عند الله (تعالى) برحمة منه ، والحصول على مراده، وهو رضا الباري(عزَّ ذكره) عنه في الدنيا والآخرة، وهذا ما نجده واضحاً جلياً من درر كلام أمير المؤمنين الإمام عَلِيّ(عليه الصَّلَاةِ والسَّلَامِ)، إذ ورد عنه أنَّه قال: (ثمرةُ الإيمانِ الفوزُ عندَ اللهِ)([2]).
ومن الاشياء التي تجعل الإنسان يحصل على ثمرة إيجابية، هو تواضعه للناس وعدم التكبر عليهم مهما كان موقعه منهم؛ وأن لا يرى نفسه هو أفضل من غيره.
فبهذا فعله الصالح سينال ثمرته باكتساب حب النَّاس إليه وتقربهم منه، ويكونون بجانبه ومستعدين لمساعدته، إذا حلَّ به أمر من أمور الدنيا؛ فهذا كلَّه كان التواضع سبباً في تحقيقه وحصوله؛ فروي عن الإمام عَلِيّ(عليه أفضل الصَّلَةِ والسَّلَامِ)، أنَّه قال: (ثمرةُ التَّواضعِ المحبَّةُ)([3]).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن تناله رحمته ورضوانه وأن يحشرنا مع رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) إنه سميع الدعاء.
الهوامش:
[1] غرر الحكم ودرر الكلم لعبد الواحد الآمدي: 115.
[2] م. ن.
[3] م. ن.