البَاحث: سَلَام مَكّيّ خضيّر الطَّائِيّ.
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصَّلَاة والسَّلَام على أشرف الخلق والمرسلين، أبي القاسم مُحمَّد وآله الطَّيِّبين الطَّاهرين، والغرُ الميامين، واللَّعن الدَّائم على أعدائِهم من الأوَّلين والآخرين...
أمَّا بعد...
فإنَّ من الصّفات المذمومة التي قد تكون ملتصقة في بعض الأشخاص، هي: (العجز)، وقد نبذها الدِّين الإسلامي، لما لها من آثارٍ تنعكس سلبًا على حاملها.
فـ(العجز): هو الضّعف في طلب الشَّيء وإدراكه، وهو نقيض الحزم[1]، وعلى ما جاء في كلام أمير المؤمنين الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام): (العجز: اشتغالك بالمضمون لك عن المفروض عليك، وترك القناعة بما أوتيت)[2].
فنفهم من الكلام أعلاه أن العجز هو قلّة رغبة الشخص وضعفها في الوصول إلى ما يجب الوصول إليه وما يودّ أن يحصل عليه هذا الشَّخص، بسبب انشغاله بأمورٍ أخرى هي مضمونة الحصول عليها، فمثلًا يكون لدية تقصير في أداء الفرائض في أوقاتها، ويكون مقتنعًا أنَّه سيؤدِّيها في وقتٍ آخر وغيرها من الأشياء، ممَّا تجعل العجز متمكّنًا من السيطرة عليه، ولم يدرك ما يروم إليه وما يطلبه، فروي عن الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام) إنَّه قال: (ثمرة العجز فوت الطَّلب)[3].
والعجز قد وصفه سيِّد الوصِّيين الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام) بأنَّه مهانة للشَّخص نفسه إذا كان أحد صفاته، فروي عنه (عليه السَّلَام) إنَّه قال: (العجز مهانة)، فعندما يعجز الشخص من تلبية متطلباته ويضطر إلى الاستعانة بالآخرين وطلب مساعدتهم، فمن الممكن أن لا يستجيبوا إليه، ممَّا يؤدِّي به هذا الأمر إلى حدوث تأثيرات سلبيَّة على نفسيَّة الفرد وشخصيَّته.
وبهذا القدر نكتفي بالحديث عن العجز، ونسأل الله تعالى أن لا يجعلنا وإيَّاكم من العاجزين عن أداء واجباتنا الشرعيَّة، وعن الحصول على رضاه (سبحانه وتعالى) إنَّه سميعٌ مُجيب، وصلَّى الله على سيِّدنا مُحَمَّد وآله الطَّيِّبين الطَّاهرين، واللَّعن الدَّائم على أعدائِهم إلى قيامِ يوم الدِّين...
الهوامش:
[1] ينظر: العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي: 215.
[2] ميزان الحكمة، مُحمّد الرّيشهري: 1826.
[3] عيون الحكم والمواعظ، علي بن محمد الليثي الواسطي: 208.