من مفاهيم سيكولوجية الصورة الذاتية في خطاب الإمام علي (عليه السلام): أهم مظاهر سفول الهمة

مقالات وبحوث

من مفاهيم سيكولوجية الصورة الذاتية في خطاب الإمام علي (عليه السلام): أهم مظاهر سفول الهمة

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 17-03-2021

بقلم: الشيخ مهدي المالكي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين.
أما بعد: 
يقول الإمام علي (عليه السلام):
«غاية الفضائل العلم»(1) .
يُلخّص الإمام علي (عليه السلام) مظاهر سفول وتدني الهمّة بكلمةٍ واحدةٍ جامعة تنطوي تحتها جميع المظاهر السلبية لسفول الهمّة وضعف الحماسة بقوله: 
«من صغُرت همّته بَطلت فضيلته» (2)
فعلي (عليه السلام) يقرّر أنّ مظاهر الفساد والانحراف الأخلاقي والفكري والسلوكي التي تُذهب بفضيلة الإنسان وتميّزه وتفرّده على باقي المخلوقات، وتحيله إلى كائن بشري مشوّه الهوية وممسوخ الإنسانية معلولة لسفول الهمّة. هذه المظاهر التي يجمعها عنوان (الرذيلة). الرذيلة على مستوى الفكر والسلوك، فانحراف الفكر وفساده هومن أرذل الرذائل، وهو المنتج لكلّ رذيلة سلوكيةٍ وأخلاقيةٍ خارجية، وكذلك الحال فإنّ مظاهر الجمال والكمال والحسن، ومكارم الأفعال ومحاسن الصفات منشؤها ومبدؤها حسن وجمال وكمال وفضيلة الفكر والعلم الذي يصفه الإمام علي (عليه السلام) بوصف رائع بقوله:    
«غاية الفضائل العلم»(3).
لإنّ الفضائل جميعها تقف وتنتهي عند العلم، وما نعنيه بالعلم هو ليس كلّ علم، بل خصوص العلم الذي ينتهي إلى المعرفة. فهذا العلم هو مصدر كل الفضائل والكمالات النفسية والسلوكية جميعها. 
فبالعلم تكون العادة عادةً إيجابية واعية.
وبالعلم ندرك حسن وجمال الكرم والشجاعة.
وبالعلم نترفّع عن مجازاة الآخرين بالسوء.
وبالعلم نتحلّى بالإنصاف. 
وبالعلم نحفظ ألسنتنا.
وبالعلم ندرك أنّ الإحسان أفضل الفضائل.
وبالعلم نملك أنفسنا عند الغضب. 
وبالعلم نميت شهواتنا غير المنضبطة، ونقمع أهواء أنفسنا المنحرفة. 
وهكذا بقية الفضائل والكمالات التي يذكرها الإمام علي (عليه السلام) في كلماته تحت عنوان (الفضيلة)(4).  
* هذه أهم مظاهر سفول الهمّة. (5).
الهوامش:
(1) الغرر والدرر / 6379.
(2) الغرر والدرر / 8019.
(3) الغرر والدرر / 6379.
(4) نهج البلاغة/ الخطبة 193، الغرر والدرر (1925، 6559، 5139، 8907، 7179، 805، 4899، 10625، 5237).
(5) لمزيد من الاطلاع ينظر: سيكولوجية الصورة الذاتية، للشيخ مهدي المالكي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص103-105.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2584 Seconds