من مقاصدية وصية الإمام علي عليه السلام في أمواله: ثانياً: قصدية الملازمة بين تولية ابني فاطمة (عليهم السلام) ووجه الله تعالى: الحلقة الأولى: الملازمة في الرضا

مقالات وبحوث

من مقاصدية وصية الإمام علي عليه السلام في أمواله: ثانياً: قصدية الملازمة بين تولية ابني فاطمة (عليهم السلام) ووجه الله تعالى: الحلقة الأولى: الملازمة في الرضا

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 12-04-2021

بقلم السيد نبيل الحسني الكربلائي

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدّم من عموم نِعَمٍ ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها والصلاة والسلام على حبيبه المنتجب ورسوله المصطفى أبي القاسم محمد وعلى آله أساس الدين وعماد اليقين.
وبعد:
اشتملت وصية أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في أمواله على جملة من العنوانات الشرعية والعقدية، فضلا عن اكتنازها للعديد من المصاديق والمفاهيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية وغيرها، وهو ما سنعرض له عبر جملة من المقالات، وهي على النحو الآتي:
إنّ الملاحظ في نص الوصية الشريفة أن الإمام علي (عليه السلام) يورد لفظ (وجه الله) في موضعين، الاول: عند ابتداء الوصية كما مرَّ بيانه في قوله (عليه السلام):
«هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبد الله علي ابتغاء وجه الله».
والموضع الثاني عند تولية الإمام الحسن (عليه السلام) على هذه الأموال، فقال (عليه السلام):
«وإني أنما جعلت الذي جعلت لابني فاطمة ابتغاء وجه الله» ومن ثم فهناك قصدية في هذا التلازم بين الانفاق واختصاص امر التولية للتصرف بهذه الاموال بحسب ما جاء في الوصية فكان ايضاً لابتغاء وجه الله تعالى، وهذه القصدية هي:
أولا: لا يحصل رضا الله في الأعمال إلاّ برضا فاطمة وأبنائها (عليهم السلام) .
إنّ المدار الذي يدور من حوله الإنفاق هو أحراز رضا الله تعالى ليضمن العامل لهذا الرضا الدخول الى الجنة والنجاة من النار كما بين ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في مقدمة وصيته، حيث أظهر القصد والغاية من الوصية في أمواله، فقال (عليه السلام) في لفظ نهج البلاغة:
«ابتغاء وجه الله، ليولجني به الجنة ويعطيني الأمنة»[1].
وفي لفظ الكليني في الكافي:
«ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة ويصرفني به عن النار ويصرف النار عني يوم تبيض وجوه وتسود وجوه»[2].
فظهر أثر الإنفاق بالمال هو الولوج الى الجنة والنجاة من النار وأن الغاية والقصد في تولية أبنيّ فاطمة (عليهم السلام) هو أحراز وجه الله تعالى، أي رضوانه والذي ينال به الإنسان الدخول الى الجنة والنجاة من النار.
ومن ثم فإن القصدية في هذا التلازم والمدار حول (وجه الله) ورضا الله تعالى ولا يحصل رضاه في الأعمال، ومنها الإنفاق بالخير الا برضا فاطمة وابنائها (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين).
إذ المصلحة واحدة وهي (وجه الله تعالى).
ولذا:
نجده (عليه السلام) قال في بيان ارتكاز رضا الله فيما يقوم به المسلم على رضا فاطمة (صلوات الله عليها) ما جاء في الوصية ضمن اللفظ الذي أخرجه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في التهذيب، فقال (عليه السلام):
«ابتغاء وجه الله، وتكريم حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتعظيمهما وتشريفهما، ورضاها بهما».
فالنص صريح بإظهار العلاقة بين رضا الله عز وجل في الاعمال وبين رضا فاطمة (عليها السلام) وبه يتحقق ابتغاء وجه الله تعالى([3]).

الهوامش:
[1] نهج البلاغة: باب المختار من كتبه (عليه السلام)، الكتاب رقم 24 من وصيته له بما يعمل بماله.
[2] الكافي: ج2 ص7 وص49.
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: فاطمة عليها السلام في نهج البلاغة، للسيد نبيل الحسني: ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة. ج4/ ص 253-255.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2768 Seconds