بقلم السيد: نبيل الحسني الكربلائي
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدّم من عموم نِعَمٍ ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها والصلاة والسلام على حبيبه المنتجب ورسوله المصطفى أبي القاسم محمد وعلى آله أساس الدين وعماد اليقين.
وبعد:
اشتملت وصية أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في أمواله على جملة من العنوانات الشرعية والعقدية، فضلاً عن اكتنازها للعديد من المصاديق والمفاهيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية وغيرها، وهو ما ستعرض له عبر جملة من المقالات، وهي على النحو الآتي:
مازال مدار قصدية النص تدور حول إرجاع الأمة الى خصوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ضمير الناس وعقائدهم؛ فبعد التكريم لحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينتقل الإمام علي (عليه السلام) الى أرادة فعل آخر ضمن غاية محددة وهي تعظيم حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووجوبها على المسلمين، ولكن ضمن آلية جديدة، وهي تشريف رحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عِبْرَ صلتها بالحسن والحسين (عليهما السلام).
بمعنى: إنّ الوصول الى أداء حق رحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتواصل معه وعدم الانقطاع عنه يكون عِبْرَ ابني فاطمة (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين).
وبمعنى آخر:
إنّ آليات صِلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيرة، منها:
1- زيارة قبره (صلى الله عليه وآله).
2- الصلاة عليه وعلى آله.
3- اهداء الصلوات المستحبة له.
4- الإعتمار نيابة عنه واهداء العمرة إليه.
5- قراءة القرآن واهدائه إليه.
6- إحياء لسنته (صلى الله عليه وآله).
7- تحديث الناس بسيرته وتبليغ الناس عنها.
8- التأسي به (صلى الله عليه وآله).
9- التوبة الى الله تعالى به وسؤال الله به وتقديمه بين يدي الحاجات لقوله تعالى:
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾[1].
10- صلته عِبْرَ فاطمة وابنيها وذريتهما، (صلى الله عليه وآله)، وهذه الصلة من أشرف الصِلات التي يصل بها المسلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن فيها إحياء لسُنّته رسول الله (صلى الله عليه وآله) والهداية والنجاة من الضلال[2].
الهوامش:
[1] سورة التوبة، الآية (59).
[2] لمزيد من الاطلاع ينظر: فاطمة في نهج البلاغة، للسيد نبيل الحسني: ط: العتبة الحسينية المقدسة مؤسسة علوم نهج البلاغة. ج5/ ص 29-30.