من الأمثال العربية في نهج البلاغة استخدامه للمثل الشعري: قوله: (وقد يستفيــــدُ الظـــنّة المتنصّـــــحُ)

مقالات وبحوث

من الأمثال العربية في نهج البلاغة استخدامه للمثل الشعري: قوله: (وقد يستفيــــدُ الظـــنّة المتنصّـــــحُ)

2K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 07-12-2022

بقلم: الدكتور حسن طاهر ملحم – الجامعة العربية.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها وأصبح بذلك أفصح العرب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لا سيما الإمام علي عليه السلام أمير البيان..

وبعد:
فقد تمثل الإمام علي عليه السلام بالشعر كما ثبته الرضي (رحمه الله) في كتاب نهج البلاغة وهذا يبين أهتمام الإمام عليه السلام بالشعر العربي ومعرفته التامة بنوعيته وأصالته لما له من قوة بيان، ومنه، قوله عليه السلام متمثلاً بقول الشاعر:
(وقد يستفيد الظنة المتنصح)

وصدر البيت:
وكم سقتْ من آثاركم من نصيحةٍ                وقد يستفيــــدُ الظـــنّة المتنصّـــــحُ

والظنّة: التهمة والمتنصح: المبالغ في النصح لمن لاينصح وهو يشابه قولهم: (سقطت به النصيحة على الظنّة)[1] ويضرب لمن يفرط في النصيحة حتى يتهم.
تمثل به الإمام علي (عليه السلام) في أثناء جوابه لكتاب معاوية.
(وما كنت لأعتذر في أني كنت أنقم عليه أحداثاً،  فإن كان الذب إليه إرشادي وهدايتي له،  قرب ملوم لا ذنب له[2].

وقد يستفيد الظنّة المنتصح.
ذكر ابن قتيبة[3]: ما أنكر الناس على عثمان على ما خالف فيه عثمان في سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسنة صاحبيه وما كان من هبته خمس أفريقيا لمروان وفيه حق الله ورسوله،  ومنهم ذوو القربى واليتامى والمساكين،  وما كان من تطاوله في البنيان،  وشكوى أهل مصر في ابن أبي سرح وأهل الكوفة،  ويذكر ابن قتيبة[4] أيضاً موقف علي (عليه السلام) في أهل مصر والكوفة وكان علي (عليه السلام) ناصحاً لعثمان بن عفان في كل مواقفه رغم أنه قد صرح في كتابه لمعاوية بقوله (وما كنت لأعتذر في أني كنت أنقم عليه أحداثاً).
أي البدع التي قام بها)[5].

الهوامش:
[1]- الزمخشري: المستقصى 2/119.
[2]- الميداني: مجمع الأمثال 2/56،  نسبة إلى أكثم بن صيفي،  ابن أبي الحديد: شرح النهج 15/18.
[3]- الإمامة والسياسة:1/35.
[4]- المصدر نفسه 1/40 ؛ الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج3 /120.
[5]- لمزيد من الاطلاع ينظر: الأمثال العربية ومدلولاتها التاريخية في كتاب نهج البلاغة، للدكتور حسن طاهر ملحم، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 148-149.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2908 Seconds