من الأمثال العربية في نهج البلاغة استخدامه للمثل الشعري: قوله: (مستقبلين رياح الصيف تضربهم           بحاجب بين أغوار وجلمود)

مقالات وبحوث

من الأمثال العربية في نهج البلاغة استخدامه للمثل الشعري: قوله: (مستقبلين رياح الصيف تضربهم بحاجب بين أغوار وجلمود)

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 07-02-2023

بقلم: الدكتور حسن طاهر ملحم – الجامعة العربية.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها وأصبح بذلك أفصح العرب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لا سيما الإمام علي عليه السلام أمير البيان..

وبعد:
فقد تمثل الإمام علي عليه السلام بالشعر كما ثبته الرضي (رحمه الله) في كتاب نهج البلاغة وهذا يبين أهتمام الإمام عليه السلام بالشعر العربي ومعرفته التامة بنوعيته وأصالته لما له من قوة بيان، ومنه، قوله عليه السلام متمثلاً بقول الشاعر:

  (مستقبلين رياح الصيف تضربهم           بحاجب بين أغوار وجلمود)[1]

في آخر كتاب له عليه السلام لمعاوية بن أبي سفيان.
(أما بعد فإنا كنا وأنتم على ذكرت من الألفة والجماعة، ففرق بيننا وبينكم أمس، أنا آمنا وكفرتم، واليوم استقمنا وفتنتم، وما أسلم مسلمكم إلا كرها.....)
وذكرت أني قتلت طلحة والزبير وشردت عائشة، ونزلت بين المصرين، وذلك أمر غبت عنه، فلا عليك ولا العذر فيه إليك[2].
وذكرت أنت زائري في المهاجرين والأنصار، وقد انقطعت الهجرة يوم أسر أخوك [3]..... وأن تزرني فكما قال أخو بني أسد: مستقبلين رياح الصيف.
يُذكر الإمام علي (عليه السلام) معاوية بن أبي سفيان بأنه أسلم كرهاً (من المؤلفة قلوبهم) وأن الهجرة انقطعت يوم أسر اخوه عمرو بن أبي سفيان الذي وقع أسيراً بيد الإمام علي (عليه السلام)[4].
وعقّب بن أبي الحديد[5] بخصوص البيت الشعري المذكور: (كنت اسمع قديماً ان هذا البيت من شعر بشر بن أبي حازم الاسدي والآن قد تصفحت شعره فلم أجده، ولا وقفت على قائله.

وتمثل به الإمام علي (عليه السلام) كما تمثل بغيره من الأشعار بقوله قال أخو بني أسد أو مرة كما قال الأول وكما قال أخو هوازن فهو معروف عند الإمام (عليه السلام) والمستفاد من قوله توهين مقاله معاوية بأنه يأتي إلى الإمام ومعه أبناء الطلقاء وهو وهم كريح الصيف لا فائدة فيها سوى ضرب الوجوه بصغار الحصى والغبار ويردف الإمام علي (عليه السلام) قائلاً:- وإن زرتك فإنها النقمة لمصداق قوله: وعندي السيف الذي أعضضته بجدك وخالك وأخيك[6] في مقام واحد[7] )[8].

الهوامش:
[1]- المصدر نفسه 3/609، كتاب302.
[2]- المصدر السابق 3/610، كتاب302.
[3]- عمرو بن أبي سفيان: اخوه معاوية بن أبي سفيان اسر يوم بدر فلم يفدِهِ أبو سفيان وأسر رجل من المسلمين بدلا عنه فأطلق النبي (صلى الله عليه واله) عمراً وأطلق أبو سفيان المسلم وعقب لعمرو بن أبي سفيان.
ترجمته: ابن قتيبة: المعارف ص344،  الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/162،  ابن الأثير 2/133،  ابن كثير: البداية والنهاية 3/378.
[4]- ابن الاثير: الكامل في التاريخ 2/133،  ابن كثير: البداية والنهاية 3/378.
[5]- شرح النهج 17/250.
[6]- جده (عتبة بن ربيعة)،  وخاله (الوليد بن عتبة) واخوه (حنظله)قتلهم أمير المؤمنين يوم بدر، ينظر الطبري 2/27 حوادث سنة 2هجرية.
[7]- نهج البلاغة: 3/609، كتاب 302.
[8]- لمزيد من الاطلاع ينظر: الأمثال العربية ومدلولاتها التاريخية في كتاب نهج البلاغة، للدكتور حسن طاهر ملحم، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، 151-153.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2729 Seconds