من ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة قال عليه السلام: ((وَلاَ تَأْخُذَنَّ عَوْداً وَلاَ هَرِمَةً وَلاَ مَكْسُورَةً وَلاَ مَهْلُوسَةً))

مقالات وبحوث

من ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة قال عليه السلام: ((وَلاَ تَأْخُذَنَّ عَوْداً وَلاَ هَرِمَةً وَلاَ مَكْسُورَةً وَلاَ مَهْلُوسَةً))

666 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 27-09-2023

بقلم: د. حسام عدنان الياسري.

الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله، مانع كل غنيمة وفضل، وكاشف عظيمة وازل، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الاطهار.

وبعد:
الهُلاَسُ شِدة السُّلاَل من الهُزَال[1]. ومنه قولهم: امرأة مهلوسة. أي مَهْزُوْلَة[2]. والهُلاَس السِّل[3]. ويؤدي الهُلاَس إلى إخفاء اللحم من الجسم، ومن ثَمّ الهُزال [4]. فتضعف قوّة الجسم حينئذٍ. ومفردة (مَهْلُوْسَة) من الفاظ نهج البلاغة، التي استعملت فيه مرة واحدة [5]، وصفاً للنّاقة التي أنْهكها الهُزَال. حتى أنّ الإمام لم يُدْخِلْهَا في الصَدَقاتَّ من الإبل، وذلك في قوله (عليه السلام): ((وَلاَ تَأْخُذَنَّ عَوْداً، وَلاَ هَرِمَةً، وَلاَ مَكْسُورَةً، وَلاَ مَهْلُوسَةً...)). ولمّا كان أمير المؤمنين يتحدث في هذا السياق من المَعِيْبَات من الدَّواب، فلهذا أورد هذا اللفظ الدال على العِلّة في الإبل دون ذكر اسم الدابّة؛ لأنّه  أراد صفة الدابة عند اعتلالها. فـ(المهلوسة) مفردة توحي بِشدة الضعُّف التي تبدو عليها هذهِ النَّاقَة؛ لأن (الهُلاَس) داءٌ يُضْعِف النِّيَاق، ويُهْزِل لَحْمَلها، وهو في البَدَنِ أشدُّ مايكون. وقد خَصّه اللغويون بِمرَضِ السُّلِ [6]. )[7].

الهوامش:
[1] ينظر: العين (هلس): 4/7، وتهذيب اللغة (هلس): 6/77.
[2] ينظر: العين (هلس): 4/7.
[3] ينظر: جمهرة اللغة (هلس): 2/881.
[4] ينظر: مقاييس اللغة (هلس): 6/62.
[5] ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة: 469.
[6] ينظر: جمهرة اللغة (هلس): 2/881، ولسان العرب (هلس): 6/249.
[7] لمزيد من الاطلاع ينظر: ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة: للدكتور حسام عدنان رحيم الياسري، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 47-48.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2741 Seconds