بقلم: الباحثة زهراء حسين جعفر
الحمدُ لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالضياء، وقدمه في الاصطفاء، وجعله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
القسط
ذكر أصحاب المعجمات والغريب حديث الامام علي (عليه السلام) قوله: ((أُمِرْتُ قتال الناكِثين والقاسِطين والمارِقين))([1]).مفردة (القاسطين) التي عدَّها اصحاب غريب الحديث من الغريب من أصل (قَسَطَ) يَقْسِطُ: اذا جار، فهو قاسِط، والقُسُوط: الميل عن الحق([2])، و(أَقْسَطَ) يُقْسِطُ: اذا عدل، وفِي أَسماء اللهِ تَعَالَى الْحُسْنَى المُقْسِطُ: هُوَ العادِلُ. ([3]) يلحظ (قسط)، و(أقسط) حيث تفيد الأولى (ظلم)، والثانية (عدل)،أو(أزال الظلم)([4]).وقال ابن الجوزي(( والمقسط الْعَادِل، القاسط الجائر))([5]).وفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً}([6]).و(القاسطون) في حديث الإمام (عليه السلام) هم أهل صفين؛ لأنّهم جاروا في حكمهم وبغوا على إمام زمانهم.)(([7])).
الهوامش:
([1]) النهاية في غريب الحديث والاثر: 4/60، 5/114، لسان العرب: 7/77، 2/196- 197، بحار الانوار: 32/293، تاج العروس: 26/383،، غريب الحديث في بحار الأنوار: 3/251.
([2]) ينظر: (قسط)5/71، ولسان العرب: (قسط)، 7/378.
([3]) ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر: 4/60، و لسان العرب: (ق س ط): 7/377-378.
([4]) ينظر: البحث اللغوي عند العرب: أحمد مختار عمر: 164.
([5]) غريب الحديث: 2/243.
([6]) سورة الجن: 15.
(([7])) مزيد من الاطلاع ينظر: كلام الإمام علي عليه السلام في كتب غريب الحديث/دراسة في ضوء نظرية الحقول الدلالية، تأليف زهراء حسين جعفر، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، 145-146.