من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث قال عليه السلام: ((ريح خجوج فتطوت مَوضِع الْبَيْت كالحجفة))

مقالات وبحوث

من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث قال عليه السلام: ((ريح خجوج فتطوت مَوضِع الْبَيْت كالحجفة))

92 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 22-10-2024

بقلم: الباحثة زهراء حسين جعفر

الحمدُ لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالضياء، وقدمه في الاصطفاء، وجعله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أما بعد:

الخجج

ذكر ابن قتيبة والزمخشري حَدِيث الإمام عَليّ أنّه قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَام): ((ان الله تَعَالَى أوحى إِلَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَن ابْن لي بَيْتا فِي الأَرْض فَضَاقَ إِبْرَاهِيم (عَلَيْهِ السَّلَام) بذلك ذرعا فأرسل الله جلّ وَعِزّ إليه السكينَة. وَهِي ريح خجوج فتطوت مَوضِع الْبَيْت كالحجفة))([1]).
وذكر السرقسطي حديث الامام (عليه السلام): ((السَّكِينَة لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ، وَهِيَ فِي ذَلِكَ رِيحٌ هَفَّافَةٌ)) ([2]). وابن الجوزي لم ينسب الحديث الى الإمام، ولكن ذكر قول الإمام (عليه السلام): ((فَبعث الله السكينَة وَهِي ريح خجوج))([3]).وأمَّا ابن الأثير فقد ذكر ما جاء فِي كِتَابِ المُعْجم الأوسَط للطَّبَراني ((عَنْ عَلِيٍّ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: السَّكينة رِيحٌ خَجُوجٌ))([4]).
وردت المفردة الغريبة في قوله (عليه السلام) (خَجُوج) اصلها (خجج)، قال ابن منظور: ((خَجَّت الرِّيحُ فِي هُبُوبِهَا تَخُجُّ خُجُوجاً: الْتَوَتْ. وَرِيحٌ خَجُوج: تَخُجُّ فِي هُبُوبِهَا أَي تَلْتَوِي... والخَجُوج من الرياح: الشديدة المَرِّ، وَقِيلَ هِيَ الشَّدِيدَةُ مِنْ كُلِّ رِيحٍ مَا لَمْ تُثِرْ عَجاجاً.....)) ([5]). والسكينَة ريح هفافة، أَي: سريعة المر فِي هبوبها ([6]). وفي موضع آخر قال ابن الجوزي: الرّيح  الخجوج هي: الشَّدِيدَة الْهُبوب الخوارة لا تكون إِلَّا فِي الصَّيف وأنها َلَيْسَت شَدِيدَة الْحر([7]).
وإنْ كان هناك اختلاف في نص الحديث في الزيادة والنقصان إلا انَّ ذلك لا يخل بمضمون الحديث والمعنى الذي يقصده الإمام (عليه السلام)، إذ لم يختلف أصحاب المعجمات، والغريب في معنى (ريح خَجُوج) وهي: ((الرِّيحُ الشديدةُ المرِّ فِي غَيْرِ استواءٍ))([8])،وتسمى (ريح خجوج)، إذا التوت في هبوبها([9])حول الكعبة ([10]). 
ويكمن الاختلاف في السكينة كما يقال: ((واختلفوا في السكينة ما هي؟ فقال علىّ بن أبي طالب: السكينة ريح خجوج هفّافة))([11]).وخلاصة الكلام ان معنى الخجوج هي ريحٌ هفافة، أي: طَيِّبَةٌ ساكنةٌ. )([12]).

الهوامش:
([1]) غريب الحديث: 2/133، وينظر: الفائق في غريب الحديث: 2/8، والنهاية في غريب الحديث والأثر: 2/11، 2/386.
([2]) الدلائل في غريب الحديث: 2/620.
([3]) غريب الحديث: 1/265.
([4]) النهاية في غريب الحديث والأثر: 2/11.
([5]) لسان العرب: (خجج)2/247.
([6]) ينظر: غريب الحديث: ابن الجوزي: 2/498.
([7]) ينظر: م ن: 1/265-266.
([8]) الفائق في غريب الحديث: 1/355، غريب الحديث في بحار الأنوار: 1/396، وينظر: النهاية في غريب الحديث،2/386.
([9]) ينظر: غريب الحديث: الخطابي: 3/10.
([10]) ينظر: غريب الحديث في بحار الأنوار: 1/396.
([11]) نهاية الإرب في فنون الأدب: 14/41، وينظر: غريب الحديث: ابن قتيبة: 2/134، والدلائل في غريب الحديث: 2/621.([12]) مزيد من الاطلاع ينظر: كلام الإمام علي عليه السلام في كتب غريب الحديث/دراسة في ضوء نظرية الحقول الدلالية، تأليف زهراء حسين جعفر، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 173-174.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2281 Seconds