من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم القيامة

فضائل الإمام علي عليه السلام

من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم القيامة

10K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 19-10-2017

الناقور هو الوصي الإمام علي (عليه السلام)

 

الباحث: علي فاضل الخزاعي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وبعد

وردت كلمة الناقور في كلام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)إذ يقول: (أنا الناقور، أنا الَّذي قال اللَّه تعالى: (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)، أنا صاحب النشر الأوّل والآخر)[1].

والنقر في اللغة: القرع والدق المؤدي إلى الأثقاب ومنها سمّي المنقار, و الناقور: ما ينقر فيه للتصويت، والنقر في الناقور؛ كالنفخ في الصور، والنقر: الغضبان [2]، وهو كناية عن بعث الموتى و إحضارهم لفصل القضاء يوم القيامة)[3], ويطلق اسم النّاقور على مزمار الذي يخرق صوته اُذن الإنسان وينفذ إلى دماغه[4].

ونرى في خطبة الإمام عند قوله (أنا الناقور) فهذا الكلام دليل على عظمة الإمام (عليه السلام) عند الله (عز وجل) ولو قرأنا خطبة البيان كلها لرأينا إن الإمام (عليه السلام) مسؤول عن كل شيء خلقه الله (تبارك وتعالى) عدا الربوبية، ولكننا بصدد بيان مشاهد وأهوال يوم القيامة وأهوالها،

ويؤيد ما نحن فيه الخبر المتواتر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (أنا سيد من خلق الله، وأنا خير من جبرئيل وإسرافيل وحملة العرش وجميع الملائكة المقربين وأنبياء الله المرسلين، وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف، وأنا وعلي أبوا هذه الامة، من عرفنا فقد عرف الله، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل)[5].  

( لو ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فضله الواقعي، أي فضل الإمام علي (عليه السلام ) وأن الله أقدره على خوارق العادات حيث إنه أظهر مصاديق قوله تعالى في الحديث القدسي : ( عبدي أطعني تكن مثلي، تقول للشيء: كن، فيكون ) أو بين فضائله الفاضلة التي يفوق بها الأنبياء والسابقين ويمتاز بها عن الأمة أجمعين لخاف صلى الله عليه وآله وسلم من طوائف من أمته أن يقولوا بربوبيته كما وقع لكثير منهم لما رأوا منه بعض خوارق العادات )[6] .

وفي سياق الآيات المباركة ((إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ))[7] , قال أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا كان يوم القيامة وكلنا الله تعالى بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا وما كان لنا نهبه لهم ثم قرأ هذه الآية. قال ابن حماد:

 يا آية الله التي قدرها * ليس له في الخلق من قادر

 ويا صراطا لم يجزه سوى * كل تقي مؤمن صابر

ويا حجابا ليس من غيره * إلى إله العرش من صائر

لا يغفر الله لمن لم تكن * له غداة البعث بالغافر[8]

فيتضح من المعاني التي ذكرناها أن الناقور هو تضمين ما نسبه الله سبحانه وتعالى إلى نفسه من العظمة والقدرة من خلال الوسائط التي أختارها الله سبحانه وتعالى بينه وبين الخلق,  ما روى الطبرسي في التفسير الصغير عند قوله: ( فلا تعلم نفس ما اخفى لهم ) قال في الحديث: يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فله ما أطلعتكم عليه، أقروا إن شئتم ( فلا تعلم نفس )[9]، أي أنه تعالى سريع القبول لدعاء هؤلاء والإجابة لهم من غير احتباس فيه.

    وورد في البحار قال: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين ولانا حساب شيعتنا، فما كان بينهم وبين الله حكمنا على الله فيه فأجاز حكومتنا وما كان بينهم وبين الناس استوهبنا منهم فوهبوه لنا، وما كان بيننا وبينهم فنحن أحق من عفا وصفح[10].

وختاما جعلنا من الموالين الثابتين على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وان يشفع لنا يوم الورود.

الهوامش:

[1] تفسير المحيط الأعظم والبحر الخظم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم، السيد حيدر الآملي، (ت:782هـ)، تحقيق : السيد محسن الموسوي التبريزي، 1428،  مؤسسه فرهنگى و نشر نور علي نور، ط4: 1/ 214.

[2] ينظر: الصحاح، للجوهري: 2/834.

[3] ينظر: تفسير الميزان, العلامة الطباطبائي, ج20,ص85.

[4] ينظر: الامثل في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل، الشَيخ نَاصِر مَكارم الشِيرازي:19/161.

[5] بحار الأنوار  العلامة المجلسي : 13/74 .

[6] الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أحمد الرحماني الهمداني , : 1417 , المنير للطباعة والنشر – تهران ط 1 : 362 .

[7] سورة الغاشية : 25 ـ 26 .

[8] مناقب آل أبي طالب , ابن شهر آشوب (ت : 588 هـ), تحقيق : تصحيح وشرح ومقابلة : لجنة من أساتذة النجف الأشرف : 1376 - 1956 م , المكتبة الحيدرية - النجف الأشرف ( د ط) : 2 /5 .

[9] الجواهر السنية , الحر العاملي (ت : 1104 هـ) : 1384 - 1964 م النعمان - النجف الأشرف , ( د ط) : 362 .

[10] بحار الأنوار , العلامة المجلسي : 24 /268.

المقالة السابقة المقالة التالية

Execution Time: 0.2495 Seconds