تكرار الصوت المفرد في أسلوبية التراكم الصوتي، الصورة العليا للنبي (صلى الله عليه وآله) في نهج البلاغة أنموذجاً.

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

تكرار الصوت المفرد في أسلوبية التراكم الصوتي، الصورة العليا للنبي (صلى الله عليه وآله) في نهج البلاغة أنموذجاً.

6K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 11-10-2020

بقلم: أ. م. د. ناجح جابر الميالي – جامعة المثنى كلية التربية

«الْحَمْدُ لِلَّهِ النَّاشِرِ فِي الْخَلْقِ فَضْلَهُ- والْبَاسِطِ فِيهِمْ بِالْجُودِ يَدَهُ- نَحْمَدُهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ- وَنَسْتَعِينُهُ عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِهِ- وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ غَيْرُهُ- وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ- أَرْسَلَهُ بِأَمْرِهِ صَادِعاً وبِذِكْرِهِ‏ نَاطِقاً- فَأَدَّى أَمِيناً ومَضَى رَشِيداً- وَخَلَّفَ فِينَا رَايَةَ الْحَقِّ- مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ- ومَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ- ومَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ- دَلِيلُهَا مَكِيثُ الْكَلامِ- بَطِي‏ءُ الْقِيَامِ سَرِيعٌ إِذَا قَامَ»([1]).
أما بعد:
الصوت هو الوجه الظاهر بل لعله هو الوجه الأول للغة مذ بدأ التعامل البشري والاجتماعي بالتفاهم والتعبير عن الأغراض والمقاصد التي يراد إيصالها إلى الآخر باللغة التي هي أصوات([2])، ولنبتعد قليلا عن إعادة عبارات الكتب الحديثة أو القديمة التي تحدثت عن الصوت وأهميته في اللغة وأنه يرتبط بالمعنى أو أن يكون صدى له، ولننظر إلى الفطرة الإنسانية في الحياة اليومية البسيطة التي لا تحتاج إلى عناء البحث والمطالعة، ولنر أثر الصوت وتأثر المتلقي به في مثل الأم التي تنزعج وتتأثر كثيرا وتترك ما بيدها من عمل لتتوجه لصبيها الذي يبكي قبل أن يصل إلى حد الفِحام([3]) هذا التأثر الذي يبديه المتلقي فهي لا تقوم بالاستجابة نفسها إذا سمعت أن الصبي يضحك أو يقوم بما يعرف عند الصبيان بالإنغاء بل تؤدي عملها وبارتياح نفسي تام وربما قامت بمبادلته وإجابته بالمناغاة([4])، ولو تأملنا لوجدنا الحالين مع اختلافهما لم يكن الباعث لهما إلا أصوات أصدرها صبي لا يقوى على غيرها، ولا نجد ردود الفعل عند الأم في حال البكاء تختلف عند أم أخرى، وكذا في الحالة الأخرى فإن >للصوت وظيفتين هما الإسهام في تحديد المعنى والحضور داخل الإيقاع<([5]) وربما الكائنات الأخرى غير الإنسان لا تتعامل إلا بالأصوات، ومع أن المعنى والاستجابات عند الإنسان قد تبدو موحدة إلا أن لكل صوت تميزا من الآخر يعرفه المخاطب كما نميز أصوات الأرحام والأقارب والأصدقاء دون أن نراهم وكما انمازت الأصوات من غيرها بالأداء انمازت أيضا بأسلوبها الذي يعرف به صاحبه من خلال أدائه المميز والفريد في استعمال أصوات دون غيرها أو تكرارها أو التأكيد عليها، كما أن هناك فرقا بين كل صوت فـ>هناك فرق كبير بين أسلوبية كل كاتب بوصفه الإبداعي وبين المعيارية للغة التي يكتب بها<([6]) فلابد أن يوظف المبدع معيارية اللغة بنظام أسلوبي يخصه هو يتكرر منه أو يكثر استعماله له في مناسبات الخطاب حتى يكون المبدع مميزا بنظام خاص يعرفه المتلقي به، بالسماع منه مباشرة أو عن طريق الكتابة؛ لأن >الكتابة ليست إلا تعبيرا عن هذا النظام الصوتي<([7]) وهذا النظام الصوتي مع أنه مباح للجميع إلا أن إتقانه في أسلوب الفرادة والتميز الإبداعي ليس كذلك فيختار المبدع من الأصوات ما يناسب المعنى الذي يريد إيصاله ويقنع به ويمتع المتلقي مع إثارته وتأثره شعوريا.
وإنّ مثل الصوت المفرد الذي يرمز له بحرف ما إذا اجتمع مع أصوات ما يعطي دلالة أو وظيفة غير الوظيفة والدلالة مع أصوات أخرى وفي موقع آخر، فمثله مثل مفاتيح لوحة الحاسوب حين تختلف وظيفة المفتاح الواحد عدة مرات مع اختلاف البرنامج المستعمل معها فالصوت في >الدلالة يكون محدودا بإطار موقعه المكاني، فالميم - مثلا - في آخر الكلمات تدل دلالة - لا شك فيها - عند الاستماع إلى كلمات (كالحتمْ والحسم والجزمْ والحطم والختم والكتم والعزم والقصم والكظم) فأمثال هذه الكلمات لا تخلو من الدلالة على التوكيد والتشديد والقطع الذي يتصل بالمعاني الحسية أحيانا وغير الحسية أحيانا أخرى، مثل القطع بالرأي. وحرف (السين) على نقيض الميم حيث يدل على المعاني اللطيفة (كالهمس والوسوسة والنبس والتنفس والحس والماس والاقتباس) ولكنه يتغيّر إذا تغير موقعه من الكلمة<([8])؛ لأن للموقع أثره في الصوت وفقا للعلاقات اللغوية >فقد يكون في موقع جزءا من كلمة، وفي موقع آخر جزءا من تركيب، وتقوم بينه وبين أجزاء أخرى علاقات نحوية، والمورفيم أنواع فقد يكون عنصرا صوتيا يحدد العدد والنوع مثل (كاتب، كاتبة)، وقد يكون سابقة أو لاحقة أو حشوا مثل (انضرب، وضاربة، وضربوا)، وقد يكون بالتحول الداخلي بين الصيغ، مثل (جمل وجمال) وقد يأتي من موضع الكلمة أو موقعها الذي يحدد علاقتها بسائر الكلمات في السياق، فإذا تغير الموضع تغير معنى الجملة، وقد يكون بالتنغيم أو بالنبر أو بالوقف والسكت وقد يكون حرفا أو أداة، مثل (إذ، وقد، ولولا، والفاء، والواو).<([9])
والأسلوبية الصوتية لكل مبدع حقيقي تؤتي ثمارها لدى المتلقي إذا كان منطلقها من فطرة المبدع السليمة الخالية من التكلف والنابعة من حاجة المبدع إلى الكلام في وقته المناسب التي تواشج بين الدلالة والأصوات التي يختارها ([10]) ؛ لأن هناك دائرة بين المتكلم والمتلقي جزء من تمامها بينهما هو نقل الحدث النفسي وما يدور في ذهن الباث قبل الخطاب أو في أثنائه إلى ذهن السامع وتفاعله معه نفسيا وشعوريا عند سماعه للخطاب أو قراءته له([11]) بِعَـدِّ الكتابة صورة من صور الإسماع غير المباشر - كما اشرنا آنفا - فالنصوص الخطابية تعكس الجمال اللغوي الذي نظمت به أصواتها وما ينتجه النظام الصوتي هو «أن يسترعي الانتباه ويحرك داعية الإقبال في كل إنسان»([12]).

وفي بيان الصورة العليا للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم  عبر تكرار الصوت المفرد، قال الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) بحق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :«اخْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الأنْبِيَاءِ- ومِشْكَاةِ الضِّيَاءِ وذُؤَابَةِ الْعَلْيَاءِ- وسُرَّةِ الْبَطْحَاءِ ومَصَابِيحِ الظُّلْمَةِ- ويَنَابِيعِ الْحِكْمَةِ»([13]).
 اختار المبدع من الأصوات ما بثّه في النص ليضفي عليه تطريبا ونغما من أول كلمة في النص (اخْتَارَهُ) فقد تآلفت أصواتها لتكون على وزن (مُسْتَفْعِلُنْ) وهي تفعيلة لها وقع مؤثر في نفس المتلقي وقد تتميز بغنائية مع تفعيلات أخرى،([14]) وجميع مفردات النص جاءت أصواتها بأسلوب صوتي وافق دلالاتها ذات الأجواء البهيجة بهذا الاختيار النبوي من شجرة هي بعمومها جاءت بالخير والسعادة لكل إنسان (شجرة الأنبياء) فكيف والاختيار منها هو خيرتها؟ فتناغم الصوت في المفردة مع المعنى والاستعارات التي اختارها المبدع العظيم لتشكل صورة عظيمة أضفت عليها شخصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم تلك العظمة.
مفتاح هذا النص ورأس هرم أصواته هو صوت الهمزة، حيث مقطعها الأول ابتدأ بالهمزة وانتهى بها (اخْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الأَنْبِيَاءِ) في الكلمة الأولى في أولها وفي الكلمة الأخيرة في آخرها، فانسدت فتحة الوترين الصوتيين لهذا الصوت وانطبقت انطباقا تاما، فلا يسمح للهواء بالمرور، تتلوها مرحلة انفراج وهذا الصوت - الهمزة - له خصوصية خاصة في نطقه قد اختُلِفَ فيها كما اختُلِفَ في النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعد انطباق الأبواب عن الإتيان بنبي بعده إلا بانفراجها عن الإمامة لتكتمل إرادة الله في الصورة النبوية بمرحلتين فبالإمامة كمُل دور النبي الأكرم وتم الدين وهذا على أصح الآراء والتفاسير([15])، كما الهمزة على أصح الآراء تخرج بمرحلتين لا تكتمل إلا بهما ولا تتم إلا بلحاظ الاثنين معا،([16]) وظل جرْس الهمزة هو الخاتم لنهايات المقاطع (الأنبياء، الضياء، العلياء، البطحاء) كما ظل صوت النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم خاتما لنهاية الأنبياء ممتدا إلى آخر الدهر بصوته وصورته التي رأتها العيون والأبصار في زمانه وأبصرتها قلوب الإيمان وأحبتها نفوس المحبين بعده بالصورة العظيمة التي رسمها أعظم مبدع بعده بأسلوب صوتي وغير صوتي، فمع أن صوت الهمزة يحتاج إلى جهد عضلي كبير وقد يكون من أشق الحروف وأعسرها نطقا وربما فيه من الصفات السلبية ما لا يوجد في غيره من الأصوات، ([17]) كل ذلك والمرسل قد أطلقها لما فيها من احتياج لرفع الصوت الذي بدوره يعطي الشموخ والرفعة وهو معنى وافق الشموخ الذي عليه صورة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم التي جاءت بأعلى أسلوب ظل ممتدا من وقت المرسل إلى يومنا هذا امتدادا مؤثرا في نفس المتلقي (القارئ) ولعله كما كان عند السامع وحسب قدرة القارئ للخطاب، «فمن الثابت أن استمتاع المرء بما يقرأ مرهون بقدرته على تخيل ما يقرأ وما يرى ويسمع وعلى الصورة التي ينتزعها بنفسه»([18]).
ومع كل ما ذكر عن صوت الهمزة إلا أنه قد جاء فيها من التسهيل ما لم يجئ في غيرها من الحروف([19])، ولعل هذا هو الجانب الذي يوظفه المبدع في أسلوبه الذي هو غير المعايير اللغوية الصوتية التي ذكرناها آنفا أي التوجيه الأسلوبي في صياغة الخطاب الذي ينفرد به المرسل فيتميز بها خطابه، ولاسيما ما يمكن أن يناسب الأسلوب الذي فيه مدح من خلال رسم الصورة النبوية والذي ظل ممتدا إلى يومنا هذا الامتداد الجميل الذي يعطي السعادة للدنيا امتدت به حروف المد المكررة في جميع كلمات النص تقريبا فالعلاقة الدلالية في أسلوب الأصوات المدية معززة أيضا بأصوات لها قيمة تنغيمية كحرف الحاء الذي لم يرد في المقاطع الثلاثة الأولى وجاء في المقاطع الثلاثة الأخيرة من النص بمعدل مرة واحدة في كل مقطع والحاء مع كونها مهموسة إلا أن لها حفيفا مسموعا مدركا مصدره الحلق وقد ناسب بجرسه أن يكون ختاما للفقرة متناسقا مع الهمزة في كونهما حلقيين([20])، ولعل الذوق هو أهم العوامل في الحكم على جمالية الصوت لأن علم الصوت وحده قد لا يكفي لتفسير العلاقات الصوتية، ([21]) فنرى أن الصوت يجري في اللسان ليعلن النص بكل انسيابية جميلة وأن الهمزة بجرسها المتميز أتت في أحد المقاطع في كلمة واحدة فقط ليست هي حرف القافية، أو الروي المقطعي في النص (ذُؤَابَةِ) معلنة أنها، من أرقى الأصوات وأعلاها درجة في الجهد لأنها تدلت في الخروج من أقصى الحلق بل سابقة له([22])، وهو ما دلت عليه (ذؤابة)([23]) عند تدليها من شعر
الرأس وهي المشار بها إلى قريش لتدليهم في أغصان الشرف والعلو عن آبائهم كالذؤابة.([24])
جميع أصوات اللغة جاءت في هذا النص القصير إلا النزر اليسير (الثاء والدال والزاي والغين والفاء والقاف) لأن بعض هذه الأصوات لو جاء مع أصوات النص لدل على الضعف أو الهوان وهو ما لا يناسب المقام، (فالفاء) لو جاءت مثلا بدلا من قوله (مِنْ شَجَرَةِ) (من فرع الأنبياء) لأثر صوتها مع الراء في الضعف لأن الفرع ليس فيه قوة، ([25]) وأصوات مثل (الجيم والخاء والصاد والضاد والطاء والظاء والقاف) هي أصوات تناسب المعاني العنيفة وتعطي بأصواتها إذا تكررت بكثرة القوة والعنف الذي لا يحسه المتلقي مع غيرها، وربما لهذا نرى هذه الأصوات لم ترد في النص وإن ورد بعضها فمرة واحدة فقط، ومع أن الاختيار قد يصعب بسبب التغيير بألفاظ اللغة واحتياج المتكلم لدلالة معينة، ([26]) إلا أن المبدع قد حققها في هذا النص على أكمل وجه دلالي وأتم أسلوب([27]).

الهوامش:
([1]) نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح: الخطبة: 100.
([2]) ظ. دراسات في اللسانيات العربية المشاكلة - التنغيم - رؤى تحليلية، د. عبد الحميد السيد: 10.
([3]) فحام الصبي: فحم الصبي يفحم إذا طال بكاؤه حتى ينقطع نفسه فلا يطيق البكاء، ينظر العين: ج3: 254 (فحم)، وينظر معجم أسماء الأصوات وحكاياتها، محمد عواد الحموز: 300.
([4]) ظ. معجم أسماء الأصوات وحكاياتها: 301.
([5]) وجود النص نص الوجود، د. مصطفى الكيلاني: 30.
([6]) أسلوبية البيان العربي، د. رحمن غركان: 12.
([7]) علم اللغة بين التراث والمناهج الحديثة، د. محمود فهمي حجازي: 23، وينظر: العربية الصحيحة، د. أحمد مختار عمر: 88.
([8]) البلاغة والأسلوبية، د. محمد عبد المطلب: 144 - 145.
([9]) البنية الشكلية للجملة الواقعة حالا، مصطفى النحاس، مجلة الضاد، ج1: 135.
([10]) ظ. الأسلوبية الصوتية، د. ماهر هلال، مجلة آفاق عربية، ع12، 1992: 74.
([11]) ظ. علم الأصوات، د. كمال بشر: 37 - 38.
([12]) الانسجام الصوتي في القرآن الكريم، أطروحة دكتوراه، تحسين فاضل: 5.
([13]) نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح: الخطبة 107.
([14]) ظ: الجديد في العروض، علي حميد خضير: 109.
([15]) ظ: الميزان في تفسير القرآن، العلامة محمد حسين الطباطبائي: ج 5: 194، ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... [المائدة/3].
([16]) ظ. علم الأصوات: 288 - 293 خلاصة الآراء في الهمزة.
([17]) ظ: موسيقى الشعر، د. إبراهيم أنيس: 26.
([18]) الأسس النفسية لأساليب البلاغة العربية د. مجيد عبد الحميد ناجي: 153.
([19]) ظ: الموضح، القرطبي: 123، وأثر القراءات في الأصوات والنحو العربي (أبو عمر بن العلاء)، د. عبد الصبور شاهين: 108-112.
([20]) ظ: الأصوات اللغوية، د. إبراهيم أنيس: 76 - 77.
([21]) ظ. أسلوبية البناء الشعري، د. سامي علي جبار: 19.
([22]) ظ. علم الأصوات، د. كمال بشر: 292.
([23]) ذُؤَابةٍ وهي الشَّعَر المَضْفورُ من شَعَرِ الرأْسِ وذُؤَابَةُ الجَبَلِ أَعْلاه ثم اسْتُعيرَ للعِزِّ والشَّرَف، لسان العرب: ج1: 379(ذأب).
([24]) ظ: شرح نهج البلاغة، كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، م1: 509.
([25]) ظ: علم الأصوات النطقي دراسات وصفية تطبيقية، أ. د. هادي نهر: 50.
([26]) ظ: موسيقى الشعر: 43.
[27] لمزيد من الاطلاع ينظر: صورة النبي في نهج البلاغة، الدكتور ناجح جابر الميالي: ص27-36.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.4149 Seconds