من الأمثال العربية في نهج البلاغة استخدامه للمثل الشعري: قوله (وحسبك داءاً أن تبيتَ ببطنةٍ             وحولُكَ أكبادٌ تحِنُّ إلى القدَّ)

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من الأمثال العربية في نهج البلاغة استخدامه للمثل الشعري: قوله (وحسبك داءاً أن تبيتَ ببطنةٍ وحولُكَ أكبادٌ تحِنُّ إلى القدَّ)

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 21-01-2023

بقلم: الدكتور حسن طاهر ملحم – الجامعة العربية.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها وأصبح بذلك أفصح العرب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لا سيما الإمام علي عليه السلام أمير البيان..

وبعد:
فقد تمثل الإمام علي عليه السلام بالشعر كما ثبته الرضي (رحمه الله) في كتاب نهج البلاغة وهذا يبين أهتمام الإمام عليه السلام بالشعر العربي ومعرفته التامة بنوعيته وأصالته لما له من قوة بيان، ومنه، قوله عليه السلام متمثلاً بقول الشاعر:

  (وحسبك داءاً أن تبيتَ ببطنةٍ             وحولُكَ أكبادٌ تحِنُّ إلى القدَّ)[1]

من كتاب له (عليه السلام) إلى عامله على البصرة عثمان بن حنيف[2] الأنصاري وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها.
(أما بعد يا ابن حنيف ! فقد بلغني أن رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها.... وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعـو، إلى قوله (عليه السلام) ولعل بالحجاز واليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع،  أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى؟ أو أكون كما قال القائل:

وحسبك داءاً أن تبيت ببطنة[3]....

وفي رواية ابن أبي الحديد قال[4]: (كفى بك عاراً أن تبيت ببطنة) وهو من أبيات تنسب إلى حاتم الطائي وأولها:

أيا عـبـد الله وابنـة مــــــــــالـكٍ               ويا ابنةَ ذي الجدين والفَرَسِ الوِردِ
إذا ما صنعتِ الزادَ فالتمسي له               أكـيلاً فإني لسـتُ آكلُهُ وحــــــدي

إلى قوله: كفى بك عاراً أن تبيت....

فالتمثيل واضح عند الإمام بقوله (كما قال القائل).
وهو بموقع التنديد بالبطنة وحوله بطون غرثى وأكباد حرى.
والذي اكتفى في دنياه بطمريه وطعمه بقرصيه، وهو القائل (آه من قلة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد)[5])[6].

الهوامش:
[1]- نهج البلاغة 4/561 (كتاب رقم 283).
[2]- عثمان بن حنيف: بن وهب الأنصاري الأوسي أبو عمرو،  ولاه عمر السواد ثم ولاه علي البصرة،  ولما نشبت فتنة الجمل (بين عائشة وعلي)،  دعاه أنصار عائشة إلى الخروج معهم على علي،  فامتنع فنتفوا شعره ولحيته وحاجبيه،  واستأذنوا به عائشة فأمرتهم بإطلاقه،  فلحق بعلي فحضر معه الوقعة،  ثم سكن الكوفة وتوفي في زمان معاوية بن أبي سفيان وهو الذي بعثه عمر بن الخطاب بمسح أرض السواد فوجده ستة وثلاثين ألف ألف جريب.
ترجمته: ابن قتيبة: المعارف ص208،  البلاذري: أنساب الأشراف ص222،  البلاذري: فتوح البلدان 2/329،  اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي 2/152،  الطبري: تاريخ الرسل والملوك 3/485،  ابن الأثير: الكامل في التاريخ 3/216،  ابن كثير: البداية والنهاية 7/263،  الزركلي: الأعلام 4/205.
[3]- ابن أبي الحديد: شرح النهج، 16/286.
[4]- المصدر نفسه.
[5]- نهج البلاغة: 4/ 641، حكمة 77.
[6]- لمزيد من الاطلاع ينظر: الأمثال العربية ومدلولاتها التاريخية في كتاب نهج البلاغة، للدكتور حسن طاهر ملحم، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 150-151.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3566 Seconds