من مرويات الإمام علي (عليه السلام) في لسان العرب قوله (عليه السلام): ((فأَينَ تَذْهَبُونَ بَلْ كَيْفَ تعمهونَ))

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من مرويات الإمام علي (عليه السلام) في لسان العرب قوله (عليه السلام): ((فأَينَ تَذْهَبُونَ بَلْ كَيْفَ تعمهونَ))

15 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 22-02-2025

بقلم: د. سعيد عكاب عبد العالي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من اصطُفي من الخلق، وانتُجب من الورى، محمد وآله أُلي الفضل والنُّهى.

وبعد:
قَالَ ابنُ مَنظُور في بيانِ مَعنى(يَعْمَهُونَ): «ومَعْنَى يَعْمَهُونَ: يَتَحَيَّرُونَ. وفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، [عليه السلام]: فأَينَ تَذْهَبُونَ بَلْ كَيْفَ تعمهونَ؟ قَالَ ابْنُ الأثير: العَمَهُ في البَصِيرَةِ كَالعَمَى في البصَر»([1]).
وردَ الشَّاهدُ في لسَان العَربِ؛ لبيانِ مَعنى (تَعمَهونَ)، وقدْ ذكرهُ ابنُ الأثيرِ «العَمَه في البَصِيرة كالعَمَى في البَصَر»([2]).
الشَّاهدُ يتكوَّنُ مِن جُملتَينِ استفهامِيَّتينِ، خَرجَ الاستِفهامُ فِيهمَا إلى مَعنى التَّنبِيهِ علَى الضَّلالِ؛ بِدَلالَةِ السِّياقِ الَّذي وردتْ فِيه، إذ سَبق هَذا الكَلامَ قَولُ الإمامِ (عليه السَّلام): «لاَ يَعْرِفُ بَابَ الهُدَى فَيَتَّبِعَهُ ولاَ بَابَ العَمَى فَيَصُدَّ عَنْهُ وذَلِكَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ»([3])، فَقدْ وصَفَهم بِالضَّلالةِ والعَمى، وشَبَّههَم بِالأَموَاتِ، ثُمَّ نبَّههم على المَصِيرِ الَّذي يَنتظرُهم، والَّذي لا مَفرَّ مِنهُ.
وقد وردَ الحَديثُ في نهجِ البَلاغةِ، ولكنَّ فِيه اخْتلافًا، على النَّحو الآتي: «...فأينَ تَذهبُونَ، وأنَّى تُؤفكونَ، والأعْلامُ قَائِمةٌ، والآيَاتُ واضِحَةٌ، والمنَارُ مَنصُوبَةٌ، فأينَ يُتَاهُ بِكمْ، وكيفَ تَعمهونَ وبينكُم عِترةُ نبيِّكُم...»([4]).

4ـ  الإنكَارُ، وهو مِن المعَاني الَّتي يَـخرجُ إليهَا الاستِفهامُ، فإذا أراد المُتكلِّمُ الإنكارَ، أتى به على مِنوالِ النَّفي، مثل قولك: أأنت ضربت عليًّا؟ لمن لم يصدرُ منه الضَّربُ البتَّة([5])، وممَّا جَــاءَ في المَرويَّاتِ دَالًّا علَيه: قَالَ ابنُ مَنظُور في بيانِ مَعنَى لفظةِ(النَّواحِب): «وفِي حديثِ عليٍّ: فَهَلْ دَفَعَتِ الأَقاربُ، ونَفَعَتِ النَّواحِبُ؟ أَي: الَبَوَاكِي، جَمْعُ ناحِبةٍ»([6]).)([7]).

الهوامش:
[1]   لسان العرب(عمه): 13/519.
[2]   النهاية في غريب الحديث والأثر(عمه): 3/304.
[3]   شرح نهج البلاغةِ، لابن أبي الحديد: 6/373.
[4]   منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، للخوئي: 6/188 - 189.
[5]   ينظر: مفتاح العلوم: 315.
[6]   لسان العرب(نحب): 1/750.
([7]) لمزيد من الاطلاع ينظر: مرويات الامام علي عليه السلام في لسان العرب: سعيد عكاب عبد العالي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 147-148.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2339 Seconds