من أخلاق الإمام علي (عليه السلام): قوله: ((الإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ - عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ - وأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ - وأَنْ تَتَّقِيَ اللَّه فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ))

سلسلة قصار الحكم

من أخلاق الإمام علي (عليه السلام): قوله: ((الإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ - عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ - وأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ - وأَنْ تَتَّقِيَ اللَّه فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ))

8K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 12-06-2021

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام ((لإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ[1] الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ - عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ - وأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ[2] عَنْ عَمَلِكَ - وأَنْ تَتَّقِيَ[3] اللَّه فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ)).
يصوّر الإمام عليه السلام الإيمان وهو قائم على ثلاث ركائز:

الأولى: الصدق.
الثانية: مطابقة القول للعمل، والواقعية.
الثالثة: تقوى الله وخوفه في الغير.

وهذه الركائز الثلاث أسس مهمة لبناء شخصية الإنسان المسلم بالمعنى الصحيح. لأن الكثير ممن ينطق الشهادتين يتساهل في تطبيق ما يفرضان عليه من التزامات.
فالله ورسوله يحثان على الصدق وتجنب الكذب وتبديل الواقع وتزوير الحقيقة مهما كان الموقف، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدّل على ضرورة الصدق في استقامة حياة المسلم وإلا لتعثرت بالباطل الذي تكون الخسارة فيه أعظم من الربح المنظور.

وكذلك يحثان على عدم التخلف عما يرفعه المسلم من شعارات بل عليه أن يطبق ذلك إن كان مؤمنًا بجدواه وواثقًا من أثره الإيجابي. فالتوافق بين الحديث والتطبيق أمر هام للغاية وإلا لاختل ميزان حياة المسلم فلا يستطيع أن يفعل شيئًا أو يحقق هدفًا كان يصبو إلى تحقيقه لأن المشكلة تكمن في عدم صدق وعدم واقعية المتكلم فلا يري الإنسان بأنه في أي اتجاه يسير وأي شيء يصدق القول، أم الفعل؟ فهذا التذبذب في المواقف وعدم الانتظام يوجد حالة من التوتر والتسيّب لا تضيف شيئًا سوى المشكلات.
وكذلك يحثان على الدقة في أداء الحديث وعدم الإضافة فيه مما يضر بالغير وأن ينصفه فلا يبخسه حقه. فقد يتصرف الإنسان -الناقل- فيما سمعه وتترتب على ذلك المشاكل، أو يكون في حالة يسعه أن يتكلم بما يشاء عن الغير ولكن يترتب على ذلك تلويث السمعة أو الخسارة بأي نحو كانت.
فلا بد من التقوى سوءا في اجتناب الكذب أو في اجتناب تخلّف القول عن العمل أو في النقل عن الغير إن كان بصورة التحدث عن شخصيته أو نقل حديثه وهذا تحديد دقيق لهوية الإيمان يلزمنا الالتزام التّام به[4].

الهوامش:
[1] أي تختار
[2] الفضل: الزيادة. المنجد ص587 مادة (فضل).
[3] أي تخشى وتخاف وتحذر. لاحظ المنجد ص915 مادة (وقي).
[4] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 124-125.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.4210 Seconds