قوله: ((الثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ الِاسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ، والتَّقْصِيرُ عَنِ الِاسْتِحْقَاقِ عِيٌّ أَوْ حَسَدٌ))
بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام ((الثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ الِاسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ - والتَّقْصِيرُ عَنِ الِاسْتِحْقَاقِ عِيٌّ أَوْ حَسَدٌ)).
الدعوة إلى التوازن والأخذ بالوسط لئلا ينجرف الإنسان وراء مؤثرات العاطفة والإعجاب الشخصي أو الجفاء الشخصي فيخسر المعادلة الصحيحة في تعامله مع الناس فلابد من أن يتعلم جيدًا كيف يعايش الناس ويُحسن عشرتهم فلا يسترسل ولا يُحجِم وإنّما يتوازن في عملية الحب والبغض مع ملاحظة القواعد السليمة والمستقيمة في العلاقات الاجتماعية. فيمدح ويثني على مستحق الحمد بلا إسراف لئلا يكون تملقًا وتزلفًا؛ لأن ذلك من أسباب النفور الاجتماعي عن الفرد إذا عُرف بالتملق، لأنّه يؤشر على تذبذبٍ في شخصيتهِ وتكوينهِ العاطفي فلا يركن إلى أساس مستقر وإنما يبغي الفائدة ويحاول الوصول إلى الغاية.
كما ويحاول أن لا يبخس أحدً حقه ولا كان مختلفًا معه في بعض النقاط، إذا عرف أنه على حق لان التقصير وعدم الإنصاف يؤشر سلبًا عن حالة حسد وعدم حب وعدم رغبة في ظهور وتميز الآخرين. وكلّنا يهرب من التصاق هذه التهمة بهِ فلابدّ لئلا توصم بالحسد وعدم توفية الآخرين حقوقهم ولئلا نكون متجاوزين متملقين أن نأخذ بالمقاييس السليمة في تعاملنا في المجتمع المحيط الذي نحتاج إلى إبداء آرائنا فيه، لئلا نتجاوز الحد ونقصر عن الحق[1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 150 - 151.