بقلم: الشيخ محسن علي المعلم
((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))
وبعد:
ما زال الحديث في بيان النصوص الواردة عن أمير المؤمنين عليه السلام والتي تكشف عن الكمالات الأخلاقية في شخصيته ، ومنها المهمة الإلهية التي كلف بها بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما جرى من أحداث عصيبة وفتنن عظيمة أستلزمت فيه كمالات أخلاقية كالتي ورثها من معلمه الأول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهو ما صرّح عنه عبر النصوص الآتية:
«أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْلَا حُضُورُ الحَاضِرِ، وَقِيَامُ الحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ، وَلا سَغَبِ مَظْلُومٍ، لألقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلألفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ»[1].
«اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ اَلَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ، ولَا التِمَاسَ شَيْءٍ مِنْ فُضُولِ الحُطَامِ، وَ لَكِنْ لِنَرِدَ المَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ، وَ نُظْهِرَ الإِصْلاَحَ فِي بِلاَدِكَ، فَيَأْمَنَ المَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ، وَ تُقَامَ المُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ وسَمِعَ وأَجَابَ، لَمْ يَسْبِقْنِي إِلاَّ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) بِالصَّلاَةِ»[2].
ثم أردف ذلك ببيان مؤهّلات إمام الأمة، ونتاج السوء لتولّي من لا صلاحية له في الحكم:
«وقَدْ عَلِمْتُم أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الوَالِي عَلَى الفُرُوجِ وَالدِّمَاءِ وَالمَغَانِمِ وَالْأَحْكَامِ وَإِمَامَةِ المُسْلِمِينَ البَخِيلُ فَتَكُونَ فِي أَمْوَالِهِمْ نَهْمَتُهُ، وَلَا الجَاهِلُ فَيُضِلَّهُمْ بِجَهْلِهِ، وَلَا الجَافِي فَيَقْطَعَهُمْ بِجَفَائِهِ، وَلَا الحَائِفُ لِلدُّوَلِ فَيَتَّخِذَ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ، وَلَا المُرْتَشِي فِي الحُكْمِ فَيَذْهَبَ بِالْحُقُوقِ وَيَقِفَ بِهَا دُونَ المَقَاطِعِ، وَلَا المُعَطِّلُ لِلسُّنَّةِ فَيُهْلِكَ الأُمَّةَ»[3])[4].
الهوامش:
[1] نهج البلاغة، الخطبة الشقشقية، خ3/50.
[2] نهج البلاغة، خ131/189.
[3] نهج البلاغة، خ131/189.
[4] لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص 81 – 83.