أخلاق الإمام علي عليه السلام قوله عليه السلام (الغنى والفقر بعد العرض على الله)

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قوله عليه السلام (الغنى والفقر بعد العرض على الله)

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 18-03-2023

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد:
الدعوة إلى عدم التباهي بالمال فإن الغني من نجا بعمله والفقير من احتبس بذنوبه وليس الغني بكثرة أمواله، وكذلك الفقير ليس من عدم المال واحتاج إلى غيره وإنما من تورط في الحرام أو الشبهات واستعصى عليه المخرج فانه الفقير المحتاج، بينما من عمل عملاً صالحاً واهتدى إلى التي هي أقوم سبيلاً فإنه الغني المكتفي عن غيره.
فليس المهم الغنى والفقر في الدنيا فإن الأول لا يهم كثيراً وإن الآخر لا يضر كثيراً؛ لزوال الدنيا وعدم استقرارها على حال ولكن الدار الباقية والحالة الدائمة هي الآخرة وما فيها من نعيم مقيم أو عذاب دائم، فعلى الإنسان العاقل أن يحرص على تحصيل ما يغنيه في الآخرة من الحسنات والعمل الصالح ولا يكون ملهوفاً على جمع المال في الدنيا واقتناء الأثاث والتكاثر بالأولاد والأموال وإنما عليه أن يهتم كثيراً لحاله في الآخرة يوم لا ينجيه إلا عمله ولا يخلصه إلا الورع والتقوى.
وأيضاً على الفقير أن لا يحزن كثيراً لفقده مقومات العيش المادية فالنتيجة لصالح من يكون غني العمل الصالح لا غني المال النافذ، خاصة وأنه إذا حاز العبد رضا الله تعالى فسيكون أغنى الأغنياء، بينما إذا خسر ذلك – والعياذ بالله – فسيكون أفقر الفقراء لأن مصير كل منهما يختم تلك الحالة.
فلابد من أن لا يحتقر أحد أو يستهان به لفقره، أو يحترم أحد أو يقام له لغناه، وإنما لابد من متابعة الحالة الإيمانية، إن كانت نشطة لديه فهو الغني حقاً وإن كان فقيراً بالحساب المادي والعكس صحيح)[1].

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص237-238.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2501 Seconds