الأخلاق من نهج البلاغة/ الأخلاق والسلوك: التقوى نصح النفس

سلسلة قصار الحكم

الأخلاق من نهج البلاغة/ الأخلاق والسلوك: التقوى نصح النفس

589 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 15-06-2024

بقلم: الشيخ محسن المعلم

((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))

وبعد:
التقوى عند الإمام:
ولقد أفاض في حديث التقوى فيما أفصح به لسانه أو خطه بنانه تعريفاً وتوصيفاً ودوراً وأثراً. وفيما يلي نماذج من تلكم المواطن:

 2) التقوى نصح النفس:
«فَاتَّقَىْ عَبْدٌ رَبِّهُ، نَصَحَ نَفْسَهُ، قَدَّمَ تَوْبَتَهُ، وغَلَبَ شَهْوَتَهُ»([1]).
إن أحب شيء وأعزه على الإنسان نفسه، يوفر لها الكرامة، ويأبى عليها المهانة والهوان باذلًا في ذلك وسعه وجهده.
والإمام عليه السلام يهدي إلى السر الذي اذا وقف عليه المرء وكشفه وأخذ به حقق لذاته السعادة التي يكدح ويشقى لنيلها أو طرف منها.
ألا وإن السر العميق والمحور الدقيق هو: (نصحه لنفسه).
ونصحه الواقعي هو ما شرحه الإمام في بقية كلامه فليتأمل فيه بما يستحقه.
وبذلك يصدق وصف (العبودية) لمن اتخذه ربًّا.
إذن فمدار التقوى على محبة المرء لنفسه متجليًا في نصحه لها، وجوهر ذلك خالص العبودية، والدينونة بالربوبية للهِ تعالى وإلا فهو التمرد والأباق وأفضع ما يسيء به الإنسان لذاته، ويجر به البلاء والشقاء لنفسه)([2]).

الهوامش:
([1]) خ 65 /95.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص 150-151.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2284 Seconds