أخلاق الإمام علي عليه السلام قال عليه السلام: (لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوء وانت تجد لها في الخير محتملاً)

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال عليه السلام: (لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوء وانت تجد لها في الخير محتملاً)

224 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 28-07-2024

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد
الدعوة إلى حسن الظن، وإشاعة أجواء الثقة بين أفراد المجتمع، والابتعاد عن سوء الظن والتهمة؛ لتسود الطمأنينة، ويغلب الخير ويشيع، وتتحجم الأحقاد، وتقل العداوات الناتجة عن سوء الظن، مما يؤجج الحقد ويدفع للانتصار، واستبدال ذلك بما يشيع الثقة والاطمئنان، ويعمق الصدق والتصديق، لأن لانتشار الشكوك والارتياب، والتكذيب وعدم الثقة، وسوء الظن، أضرارها، مما يجعل التعامل بين الأجسام والصور الخارجية، لا بين الأرواح الإنسانية، التي إذا تحاورت بإخلاص عمرت الأرض بالخير؛ لأن الله تعالى خلق الروح الإنسانية متفاعلة مع غيرها، فتسود الألفة والمودة، لكن حيث طغت العناصر المادية الممقوتة، تبدلت بعض الأرواح، فصارت تنطلق من المصلحة، والمنفعة؛ ولذا صار المجتمع مثقلاً بإشكالات كثيرة، فافتقد الأمان، والاستقرار، وقل الوثوق بالآخرين، بل تحول المجتمع – الذي يفترض فيه أنه أسرة واحدة كبيرة – إلى تكتلات متشرذمة يسيء بعض ظنه بغيره، بما يترك أثره على الأولاد والنشء الصاعد، فيتعلمون الازدواجية، وإساءة الظن بما لا يتناسب ومراحل أعمارهم.
فلابد من أن يكون بناء السلوك الإنساني ضمن إطار التسامح والتفاهم، والوئام والثقة، فلا حاجة عندئذ إلى تأكيدات، وأيمان، وصكوك، وأوراق، ومستندات وتعهدات إلا في أقصى الحالات وأندرها؛ إذ يلغى دور ذلك كله بتوافر الثقة والشعور بمسئولية الكلمة، والانفتاح على الغير كما هو على النفس، وعدم إضمار السوء والشر لأحد، ليشعر المتسامح بالراحة، وليكن مسلماً قولاً وعملاً.)([1]).

الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص281-285-286.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2588 Seconds