.png)
سلسلة قصار الحكم
بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد
في هذه الحكمة توجيه مهم نحتاج إليه في حياتنا المعاصرة فإنّ الكثير ممن يعتمد في تدبير شئون حياته على كد يده أو على ما يفكر به بحيث يدر عليه المنافع المادية أو على علاقاته الأخر، يتناسى مصدر الخير المطلق وهو الخالق تعالى، فلابد له إذن من أن يتوكل عليه سبحانه ويثق به ولا يتكل على مجهوده الشخصي من دون ما عون إلهي ولو بالتوفيق والرفد بالنجاح في مجالات الاختيار ومواقع العمل لأن الاعتماد على الله تعالى والثقة به من أساسيات إيمان العبد بخالقة.
هذا كله بعد ان يقوم العبد بإنجاز ما عليه لكي يفوز بنتيجة مرضية يكللها توفيق الله تعالى له وتسديده وتأييده بما يجعله متقدماً في ميادين الحياة.
ولعلنا نستخلص من هذه الحكمة رداً على أولئك المرتادين لأماكن المشعوذين الذين يوهمونهم بأمورٍ لا واقع لها ولا نصيب لها من الصحة فقد يرسمون لهم خارطة حياتهم متكاملة مع أنهم يعجزون عن ترفيع مستواهم المعاشي، الاجتماعي، أو معرفة ما تحت اقدامهم وما في غد بما يجعلهم في مستوى أرقى وأليق من كونهم عرافين، قارئي الكف، الفنجان.
فعلى المؤمن أن لا ينخدع بذلك ويسترسل مع الأوهام التي لا توصله إلى شيء بل عليه أن يؤكد إيمانه بالله وقدرته وانقياد الجميع لإرادته فلا يكون إلا ما شاء تعالى وفق حكمته المتعالية، {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}([1]))([2]).
الهوامش:
(1) سورة الإنسان (الدهر)، الآية: 30.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 303-305.
