أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: (للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر القوم الظلمة)

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: (للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر القوم الظلمة)

261 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 13-04-2025

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد
تحذير من عواقب الظلم، ونصيحة بالابتعاد عنه من خلال بيان أوصافه وعلاماته ليتجنبه الإنسان فلا يتورط فيه لئلا تكون المشكلة أوسع من ان تطوق.

العلامة الأولى: أن الظالم يخالف أمر ربه إذ (الظلم يقال في مجاوزة الحق) فكلما تجاوز الإنسان وتعدى وخالف أحكام الله تعالى من الأوامر او النواهي فإنه ظالم، وقد يضاف الظلم إلى حيثيات وخصوصيات معينة فيطلق على الغصب والزاني والسارق والكاذب والمغتاب والزور والمدلس...سواء الرجل أو المرأة ويقال إنه ظالم باعتبار كل واحدة من هذه المعاصي.

وهو بهذه الارتكابات قد ظلم ربه إذ لم يتبع أحكامه ولم يقف عند نواهيه ولم يمتثل أوامره فهو غير متعاون بل هو عنصر سلبي يحمل حالة من الجرأة وعدم الالتزام مما يجرأ  الغير على التجاوز ويجعل أحكام الشريعة غير مطبقة لأن الأفراد إذا اتحدوا واجتمعوا على أن يطبقوا الأحكام الشرعية كانت لها هيبة في النفوس وتعظيم في القلوب بحيث لا يمكن للمتهتك أن يفصح عما بداخله رعاية للكلمة المجتمعة وخوفاً من الردع الجماعي أو مجرد الاستنكار والاستغراب، أما إذا تحلل الأفراد من ذلك فيتسببون في إشاعة المعاصي وانفلات العصاة لعدم وجود رادع أو مستغرب.

العلامة الثانية: أن الظالم يتسلط على سائر المخلوقين ويقرهم ويمنعهم حقوقهم فيكون مبغوضاً منهم غير محبوب لديهم قد خسر محبة الناس وفقد ثقتهم بما يجعله بشكل الإنسان وتصرفات غيره؛ إذ لم يراع قواعد الإنسانية وما تحتمه من رقة في التعامل وأدب في التخاطب ومراعاة للحقوق ومحافظة على المشاعر وما إلى ذلك من مظاهر الاهتمام والاحترام بما يعني أن العكس ظلم لهم والظلم يبغضه كل أحد مستقيم الطبع، سليم الطوية والقلب. وإن هذا الظالم قد خسر رصيده في المجتمع، وأعظم به من رصيد.

العلامة الثالثة: أن الظالم يعاون الأشخاص المتجاوزين على أحكام الله وقوانينه الواجبة الاتباع، واللازمة التنفيذ والضرورية التطبيق، فهو مثلهم بل ويعاضدهم وسوف يحشر محشرهم، ولا أظن إنساناً يحترم فكره ويود لنفسه الخير يحب هذا الوصف ويتمنى هذا الحكم عليه، بل الملحوظ أن الظالم نفسه يبتعد عن التصاق هذه الأوصاف به، مما يعني أنها سلبية وغير محببه ومن أسباب البغض والكراهة الاجتماعية وإثارة الحقد في النفوس فيتحتم الفرار من الانصاف بها، وإذا ما عرف الإنسان أن الظالم يتصف بهذه الأوصاف البغيضة فيكون لزاماً عليه التخلي عن موقع الظالم مهما كان أثره الاجتماعي المادي الوجاهي...، لأن ذلك هو منطق العقل في الفضية فضلا عن حكم الشرع([1]).

الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 319-321.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3203 Seconds
BESbswy