كفؤ علي (عليه السَّلَام)

مقالات وبحوث

كفؤ علي (عليه السَّلَام)

7K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 22-07-2020

الباحث: محمد حمزة الخفاجي

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ....
أما بعد ...
فلم يكن لفاطمة الزهراء (عليها السلام) كفؤ غير أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولو لم يخلق الله علياً لما كان لها كفؤ على وجه الأرض منذ أن خلق الله آدم (عليها السلام) إلى ختام خلقه، فسبحانه وتعالى خلقهما من جوهر واحد، ولذا أمر نبيه أن يزوج الإمام علي (عليه السلام) من فاطمة، ومنع غيره منها، قال أمير المؤمنين (عليهم السلام): (قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا علي لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة، وقالوا: خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت عليًّا، فقلت لهم: والله ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه، فهبط علي جبرئيل فقال: يا محمد؛ إن الله جل جلاله يقول: لو لم أخلق عليًّا لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض آدم فمن دونه)[1].
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لولا أنَّ الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفو على الأرض)[2].
وهذا مردود إلى أنَّ الزهراء علت بجميع المراتب، وفاقت منازل العباد حتى صارت سيدة نساء العالمين، وحجة الله على الحجج، فلم يستحقها من الخلق أجمع غير أمير المؤمنين (عليه السلام) فهما بحران عميقان لا يدرك سرهما الا الله ورسوله، قال تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾[3].
عن يحيى بن سعيد العطار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السَّلَام) يقول: (في قول الله تبارك وتعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾[4]، قال: عَلِيّ وفَاطِمَة (عليهما السلام)، بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾[5]، قال: الحَسَن والحُسَين (عليهما السَّلَام))[6].
فلم يكن زواج فاطمة من أمير المؤمنين (عليهما السَّلَام) زواجاً اعتياديًّا مثل غيرهم من الناس، وإنما أراد سبحانه أن يخرج منهم سادات الخلق ليكونوا حجج الله على خلقه.
رُوي عن الإمام الرِّضَا، عن آبائه (عليهم السَّلَام) قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (أتاني ملك فقال: يا محمد إنَّ الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه، وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان، وأن أهل السماء قد فرحوا لذلك، وسيولد منها ولدان سيدا شباب أهل الجنة، وبهما يزين أهل الجنة، فأبشر يا محمد فإنَّك خير الأولين والآخرين)[7].
فحينما يكون الأب سيد الأوصياء، والأم سيدة النساء، لا شك أنَّ الله سيخرج منهم سادات الأرض والسماء، وهذا من حكمته تعالى في زواج الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام) من السَّيِّدة فَاطِمَة (عليها السَّلَام).
 وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

الهوامش:
[1] - بحار الأنوار: 43 / 92.
[2] - الأمالي، الشيخ الطوسي: 43.
[3] الرحمن: 19 ـ 22.
[4] - الرحمن: 19 ـ 22.
[5] - الرحمن: 19 ـ 22.
[6] - الخصال: 65.
[7] - عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 30.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2824 Seconds