أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قال عليه السلام (فاعل الخير خير منه وفاعل الشر شر منه)

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قال عليه السلام (فاعل الخير خير منه وفاعل الشر شر منه)

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 13-05-2023

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد:
الدعوة إلى فعل الخير والاستكثار منه، ونبذ الشر والابتعاد عنه، إذ أن الخير عنوان يحتوي كل الفضائل والكمالات وكل ما فيه مصلحة أو نفع من دون ما مفسدة أو ضرر على أحد، فالتوجه نحوه والتفاعل معه وجعله محلاً للاهتمام ومحوراً في الحياة يعني أن فاعله ينطوي على حب الآخرين وأرادته المصلحة لهم والعمل معهم على أساس إيجابي يسهل عليهم تجاوز الصعوبات أو يعينهم على تفادي الوقوع فيها مما يؤشر على التقوى وكمال الإنسانية وحسن الطوية.
وهذه م قومات لأيجابية الإنسان وجعله خيراً من غيره.
إذن فلابد لنا أن نحب الخير للجميع ونسعى لأشاعته وتكثير مناشئه وسبله ليعم فينتفع به أكبر عدد من الناس ممن لهم علينا حق المشاركة في الإنسانية أو العقيدة أو الوطن مما يحتم علينا ضرورة المعاملة الحسنة وعدم البخل عليهم بما فيه خيرهم وإسعادهم بالمقدار الممكن المشروع.
والعكس صحيح؛ إذ أن الشر عنوان يجمع كل ما يرفضه الناس من المساوئ والمعايب والرذائل وما يؤدي إلى شيء من السلبيات أو التشنجات الاجتماعية أو الفردية بما يجعل الناس مبتعدين عنه رافضين له معرضين عن كل ما يتصل به.
وبطبيعة الحال فاعل الشر شر منه؛ إذ يكشف ذلك عن سوء الدخيلة وإلحاق الأذى بالغير مما يعني إنحرافاً عن الطبيعة الإنسانية تحميل المجتمع تبعات مشكلات هذا الفرد الشرير لأن المجتمع حقل تجاربه ومحل تصرفاته إذ لا نتصور ه يكن الشر ويضمر السوء على مخلوقات أخرى أو أناس يبعدون عنه بما لا يبلغهم، وإنما المحيط من حواليه هو المتضرر بالدرجة الأولى والأخيرة إذ هو المنشأ له فيعاب عليهم سوء تربيته أو عدم الاعتناء به بالشكل الذي ينمي فيه حب الخير وتجنب الشر، وأيضاً هو الذي يتحمل أذاه وشره بالتالي.
فلابد لنا أن نمسك على يد الشرير ليكف شره عن الآخرين فلا نتأذى من جراء شره سواء كان التأذي مباشرة أو بالانتساب إلينا. ولو عملنا بهذا وتحملنا المسئوليات لأمكن إلى حد كبير السيطرة على الحالات السلبية في المجتمع ليصفو الجو ويعم السلام[1].

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص244-245.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2481 Seconds