بقلم: الشيخ محسن المعلم
((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))
وبعد:
الحمل على منهاج رسول الإسلام:
«وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِنِ اتَّبَعْتُمُ الدَّاعِيَ لَكُمْ، سَلَكَ بِكُمْ مِنْهَاجَ الرَّسُولِ، وَكُفِيتُمْ مَؤُونَةَ الْاعْتِسَافِ، وَنَبَذْتُمُ الثِّقْلَ الْفَادِحَ عَنِ الْأَعْنَاقِ»([1]).
وهي حقيقة قرّرها الله في قرآنه وعلى يد رسوله (صلى الله عليه وآله) ومحورها الذي لا تنضبط إلا بثبوته وفلكها الذي تدور حوله هو الانقياد إلى الداعي ولكنه الداعي إلى الحق من قبل الحق جلّ وعلا.
وقد كان متمثلاً في شخص النبي المصطفى، وهو الآن في ذات الوصي المرتضى وهو ما حكاه القرآن:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}([2]).
وهو واقع وشأن خليفة النبي والقائم مقامه الذي قال في نعته:
«عليٌّ مع القرآنِ والقرآنُ مع عليٍّ»، و«عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ مع عليٍّ».
د) أدب الوالي وجميل أثره:
«وَاخْفِضْ لِلرَّعِيَّةِ جَنَاحَكَ، وَابْسِطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وَأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ، وَآسِ بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ وَالنَّظْرَةِ، وَالْإِشَارَةِ وَالتَّحِيَّةِ، حَتَّى لاَ يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ، وَلاَ يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ، وَالسَّلاَمُ»([3]).
وبعد...
فالسفر النفيس مثقل بجواهر كلمه ولئالئ حكمه في هذا المضمار وسواه من الميادين على نهج قويم من البلاغة والبراعة
ومن تلكم الدرر الغرر:
1) كتابه لواليه محمد بن أبي بكر0([4]):
2) وكتابه إلى بعض عمّاله([5]).
3) وكتابه الطويل الجليل إلى عثمان بن حنيف الأنصاري - عامله على البصرة - وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها([6]).
4) كتابه للأشتر النخعي لما ولاه مصر([7]).
وهو أجلّ من أن يقال عنه جليل، فهو النفيس النادر، والعهد الجامع للحسن، وأمثولة الهدي الرباني، وجوهر الإسلام الأصيل، وخلقه العظيم، وأدبه الرفيع)([8]).
الهوامش:
([1]) خ 166 /241.
([2]) سورة الأعراف /157.
([3]) ك 46 /421.
([4]) ك 27 /383-385.
([5]) ك 31 /412-414.
([6]) ك 45 /416-420.
([7]) ك 53 /426-445.
([8]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص182-183.