بقلم: الدكتور محمد سعدون عبيد العكيلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
ويذكر الكوفي[1] رواية يوضح فيها أن الإمام عليًا (عليه السلام) كان آخر الناس عهداً برسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث يذكر: (... عن أم سلمة قالت: والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله، قالت: عدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم قبض في بيت عائشة فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) غداة بعد غداة يقول: (جاء علي؟) مرارا، قالت: وأظنه كان بعثه في حاجة، قالت: فجاء بعد فظننا أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا بالباب، فكنت من أدناهم من الباب، قالت: فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه، ثم قبض من يومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا). فيذكر الرواية نفسها القاضي النعمان[2] إلا أنه يختلف مع ابن أبي شيبة في السند وأيضاً بذكره السيدة الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) حيث بررت غياب الإمام علي (عليه السلام) عن الرسول (صلى الله عليه وآله) بعض الوقت يوم احتضاره فيذكر: ( أبو غسان، بإسناده، عن أم سلمة - زوج النبي (صلى الله عليه وآله) - أنها قالت: كان علي (عليه السلام) أقرب الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) عهدا. عدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم قبض في بيت عائشة، فجعل يقول: أجاء علي؟ مرارا (قالت فاطمة صلوات الله عليها: كان بعثه لحاجة. ثم جاء فظننا أن له إليه حاجة. فخرجنا من البيت وقعدنا من وراء الباب. قالت: فكنت من أدناهن من الباب، فأكب عليه علي عليه السلام، فلم يزل يساره ويناجيه، ثم قبض من يومه ذلك، وكان أقرب الناس به عهدا).
وبيّن ابن شهر آشوب[3] بذكره للرواية وقت قدوم الإمام (عليه السلام) إلى حضرة النبي (صلى الله عليه وآله) وهو وقت الفجر وهنا يبدو الاختلاف مع الكوفي بسرد الرواية كذلك اختلف معه بالسند حيث يذكر: (... عن أم سلمة في خبر: والذي تحلف به أم سلمة انه كان آخر الناس عهدا برسول الله علي وكان رسول الله بعثه في حاجة غداة قبض فكان يقول: جاء علي؟ ثلاث مرات، قال: فجاء قبل طلوع الشمس فخرجنا من البيت لما عرفنا ان له إليه حاجة، فأكب عليه على فكان آخر الناس به عهدا وجعل يساره ويناجيه).
ويذكر ابن البطريق[4] الرواية ذاكراً ابن أبي شيبة الكوفي بسنده ومخالفاً سند ابن أبي شيبة ويوردها بالشكل والمضمون التاليين: ( وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، - وسمعته انا من عبد الله بن محمد - قال: حدث جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن أم موسى، عن أم سلمة قالت: والذي احلف به ان عليا (عليه السلام) كان لأقرب الناس عهدا برسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت: عدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) غداة بعد غداة، يقول: جاء علي (عليه السلام) مرارا، قالت فاطمة (عليها السلام): كان بعثه في جماعة قالت: فجاء بعد، قالت: فظننت ان له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب فكنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه علي (عليه السلام) فجعل يساره ويناجيه ثم قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) من يومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا). ويتفق ابن حنبل[5] مع الكوفي في سرد الرواية ويذكره أيضاً من ضمن سنده)[6].
الهوامش:
[1] المصنف، ج7، ص495.
[2] شرح الأخبار، ج2، ص282.
[3] مناقب آل أبي طالب، ج1، ص203.
[4] عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب إمام الأبرار، ص287؛ السيد ابن طاووس، الطرائف في معرفة الطوائف، ط1، مطبعة الخيام، (قم - 1399م)، ص154.
[5] مسند ابن حنبل، ج6، ص300؛ النسائي، السنن الكبرى، ج4، ص261.
[6] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخبار الإمام علي بن ابي طالب في كتاب المصنف لابن ابي شيبة الكوفي: تأليف محمد سعدون عبيد العكيلي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 108-110.