شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (41) قال عليه السلام: (إِحْذَرُوا صَوْلَةَ الكَرِيْمِ إِذَا جَاعَ وَاللَّئيْمِ إِذَا شَبَعَ)

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (41) قال عليه السلام: (إِحْذَرُوا صَوْلَةَ الكَرِيْمِ إِذَا جَاعَ وَاللَّئيْمِ إِذَا شَبَعَ)

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 13-07-2024

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
قال عليه السلام: إِحْذَرُوا صَوْلَةَ الكَرِيْمِ إِذَا جَاعَ، وَاللَّئيْمِ إِذَا شَبَعَ([1])
الصولة: البأس. وصال فلان، ويصول الأسد: وصف لبأسه([2]). و(أشر): بمعنى أكثر شرا، وقد ترد (شرا)، ومنه قول الشاعر:

إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ يَكْشِرُ لِي                  حِيْنَ أَلْقَاْهُ، وَإِنْ غِبْتُ شَتَمْ ([3])

وجاء في الحدائق: (صولة الكريم: حملته، الكريم لا يحتمل أذى الجوع واللئيم بعد الشبع يبطن عيبك).
 وقال البحراني في المصباح: (الكريم شريف النفس عالي الهمة، وكنى بجوعه عن شدة حاجته، واسلتزام ذلك لثوران حميته. وشبع اللئيم كناية عن غناه، وهو مستلزم لاستمراره على مقتضى طباعه من اللؤم ومؤكد له فيه).
 والمعنى المستفاد من الحكمة، مراعاة منزلة الكريم، والحذر من مغبة ظلمه والتعدي عليه، كذلك، مراعاة منزلة اللئيم، ووضعه في منزلته، لكي لا يتطاول على الناس، معتقدا أن إكرامه إنما يكون عن رفعته وعظمته. وعلل الخوانساري في شرح الغرر، غضب الكريم، بقوله: (إن عزة نفس الكريم تجعله لا يحتمل الأذى فيستولي عليه الغضب، لأن الكريم لا يعتاد الجوع. واللئيم يعتاد الجوع لخسته وبخله، فإذا شبع استولى عليه البطر)، وإن رواية (أشر)، مفهومة من سياق الكلام، أذ تقدير الكلام (... وصولة اللئيم إذا شبع) ولكن أسلوب الحذف المعروف في النهج، جعلني لا أرجح رواية العيون وشرح الغرر بإضافة كلمة (أشر).)([4]).

الهوامش:
([1]) وردت في العيون ص103 بزيادة كلمة (أشر) قبل كلمة (اللئيم)، ومثله في شرح الغرر 2/286. ورويت بلفظ المتن في: الحدائق 2/615، والمنهاج 3/278، وأعلام النهج ص294، والترجمة 2/436، وشرح ابن أبي الحديد 18/ 179، وشرح البحراني 5/268، والمصباح ص 590.
([2]) اللسان: (صول).
([3]) العين: (شر) 5/291، ولم يذكر صاحب العين اسم الشاعر.، ولم نهتد إليه.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص65-66.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2789 Seconds