بقلم: الشيخ محسن المعلم
((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))
وبعد:
التقوى عند الإمام:
ولقد أفاض في حديث التقوى فيما أفصح به لسانه أو خطه بنانه تعريفاً وتوصيفاً ودوراً وأثراً. وفيما يلي نماذج من تلكم المواطن:
رابطة التقوى بين الله وعباده:
«أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهَا حَقُّ اللهِ عَلَيْكُمْ، وَالمُوجِبَةُ عَلَى اللهِ حَقَّكُمْ، وَأَنْ تَسْتَعِينُوا عَلَيْهَا بِاللهِ، وَتَسْتَعِينُوا بِهَا عَلَى اللهِ، فَإِنَّ الْتَّقْوَى فِي الْيَوْمِ الْحِرْزُ وَالْجُنَّةُ، وَفِي غَد الطَّرِيقُ إلى الْجَنَّةِ»([1]).
فبين الألوهية المقدسة والعبودية رباط وثيق، والله تعالى الكمال المطلق، ومن كماله وجلاله ما أوجبه على نفسه من الرحمة ومحبته لخلقه، والعبد فقير مطلق، وإذا صدقت العبودية بحق إرتبطت بمولاها، وسر الصدق يتمحور في انقياد مطلق من العبد لمولاه {اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}([2]).
وحيث أن السر دقيق وشأنه عميق فهو لا ينفك عمّا يوجبه ويبقيه والركيزة هي إستعانة العبد الفقير بالله الغني والناقص بالكامل.
وبفضل ذلك يقوى العبد على نيل مرضاة الرب، فالخير من الله وإليه يعود، والتقوى في ذلك سعادة في الدنيا وفوز في الآخرة، وللخطبة الشريفة تتمة مهمة تأتي في موضعها.)([3]).
الهوامش:
([1]) خ 191 /284.
([2]) سورة آل عمران /102.
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص156.