الثّمرة في الفكر العلويّ

مقالات وبحوث

الثّمرة في الفكر العلويّ

5K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 07-05-2019

الثّمرة في الفكر العلويّ

 

الباحث: سَلَام مَكيّ خضيّر الطَّائِيّ.

 

الحمدُ لله ربّ العالمين، والصَّلَاة والسَّلَام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أبي القاسم مُحَمَّد وآله الطَّيِّبين الطَّاهرين، والغر الميامين المنتجبين...

أمَّا بعد...

فإن كلّ انسان عندما يقوم بأيٍ عمل، أو يرسم ويخطط لشيءٍ ما، لا بدَّ وأن يكون منتظرًا لتحقيق هدفه هذا؛ ليجني ثمرة أو نتيجة لما قام به وخطط له، وهذه الثمرة يجنيها الإنسان أحيانًا تكون إيجابيَّة وفيها فائدة له، وأحيانًا تكون سلبيَّة لا فائدة فيها غير التّعب والشَّقاء والأذى.

فالثمرة التي تُجنى والتي تكون إيجابيَّة وذات فائدة لصاحبها، مثلًا: ثمرة التَّواضع واحترام الآخرين، وعدم التّكبّر والتّجاوز على حدود التّعامل بالأخلاق الحسنة والاحترام فيما بينهم، فينتج عن ذلك حبّ النّاس واحترامهم له، وزيادة مكانته بينهم وتكون له خصوصيَّة تُميّزه عن أقرانه، وهذا ما نفهمه من كلام أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب (عليه الصَّلَاة والسَّلَام)، إنَّه قال: (ثمرة التَّواضع المحبَّة)[1].

ومن الأشياء التي تكون ثمرتها إيجابيَّة، وفيها فائدة لصاحبها، هي التَّوبة لله تعالى، فهذه تُجنى منها ثمرة استدراك الفرد لنفسه من فوات الأوان ويصبح عاجزًا لا يستطيع التَّوبة والتَّقرّب إلى الله تعالى فيما يرضيه، فقال الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام): (ثمرة التَّوبة استدراك فوارط النَّفس)[2].

أمَّا الثّمرة التي تنعكس على صاحبها وتكون سلبيَّة، مثلًا: عندما يحرص الإنسان على أمواله ويكون شحيحًا ولا يمهل نفسه وعائلته، أو من يحتاج من الناس إليه، بما يملك، لا يجني من جراء ذلك غير العناء والتَّعب، فقال الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه الصَّلَاة والسَّلَام)، في هذا الشَّأن: (ثمرةُ الحرصِ العَنَاءُ)[3]، ومن الأشياء التي تنعكس ثمرتها سلبًا على صاحبها، هي ثمرة عجز الإنسان عن الحزم في الأمور والأشياء المكلّف بها والمطلوبة منه، وبسبب عجزه وتكاسله عن القيام بها، تكون الثمرة نتيجة ذلك عدم نواله ما كان يودّ الحصول عليه، ويصبح مقصرًا في ذلك، فقال الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه الصَّلَاة والسَّلَام): (ثمرةُ العجزِ فوتُ الطَّلبِ)[4]. 

وفي الختام نسأل الله تعالى من الذين ينالون الثمرة الإيجابيَّة نتيجة أعمالهم، ومن الفائزين بشفاعة مُحَمَّد وآله الأطهار (صلَّى الله تعالى عليه وعليهم أجمعين...)، ومن المتبرئين من أعدائهم جهَّال حقّهم الملعونين...

 

 الهوامش:

[1] غُرر الحكم ودُرر الكَلِم، عبد الواحد الآمدي التّميمي: 115.

[2] ميزان الحكمة، مُحمّد الرّيشهري:1/343.

[3] عيون الحكم والمواعظ، علي بن محمد الليثي الواسطي: 208.

[4] موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، الشّيخ هادي النّجفي: 7/95.

المقالة السابقة المقالة التالية

Execution Time: 0.2744 Seconds