شهادة سليل الإمام الكاظم (عليهما السَّلَام) (قاسم العطاء)

مقالات وبحوث

شهادة سليل الإمام الكاظم (عليهما السَّلَام) (قاسم العطاء)

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 18-01-2020

الباحث: عليّ فاضل الخزاعي
الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على خير خلقه وأشرف بريّته خاتم النبيّين محمّد بن عبد الله سليل خليله إبراهيم عليه السّلام رافع القواعد من البيت الَّذي جعل مثابة للنّاس وأمنا، وآله الطيّبين الطَّاهرين المعصومين الَّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا.
أما بعد...
فلا شك أن أي سلالة لها ارتباط بأهل بيت النبوة لابد أن تمر بمحن وويلات من أقوام همج ورعاء أرادوا حب الدنيا وملذاتها ولم يتمسكوا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما أوصاهم أن يحافظوا على كتاب الله وعترته، ومن هذه السلالة الطاهرة الذي لم يسلم من بغي الظالمين هو القاسم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، الَّذي أخبر الإمام موسى بن جعفر عليه السلام بحبّه له فيما رواه الكلينيّ بقوله : (لو كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم ابني ، لحبي له)([1]).
ولمّا استشهد والده بسمّ هارون توارى القاسم عن السلطة العباسيّة في سورا وتوفّي فيها، وقبره معروف فيها.
كان القاسم (عليه السَّلَام) عظيم القدر، جليل الشأن[2]، وكان أبوه يحبه حبا شديدا وأدخله في وصاياه وقد نص السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس في كتابه مصباح الزائر على استحباب زيارته وقرنه بأبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين وعلي بن الحسين الأكبر المقتول بالطف، وذكر لهم ولمن يجري مجراهم زيارة ذكرها في كتابه (مصباح الزائر) مخطوط، وقبر القاسم قريب من الحلة السيفية عند الهاشمية، وهو مزار متبرك به، يقصده الناس للزيارة وطلب البركة وقد ذكر قبره ياقوت في معجم البلدان والبغدادي في مراصد الاطلاع ان شوشة قرية بأرض بابل أسفل من حلة بني مزيد بها قبر القاسم بن موسى بن جعفر[3].
فلم تسلم عترة أهل بيت النبوة من جور الظالمين وبقوا يستشهدون الواحد تلو الآخر في سبيل رفع كلمة لا آله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله، فنسأل الله بحق وليه القائم المهدي (عجل الله له الفرج) أن يعجل فرجه ويسهل مخرجه ويأخذ بثأر أهل بيته من جور الظالمين.
والحمد لله رب العالمين.
الهوامش:
[1] الكافي: 1/ 314.
[2]ينظر: خاتمة المستدرك، ميرزا حسين النوري الطبرسي: 8/317.
[3] تنقيح المقال: 2 /26، ومراقد المعارف: 2/181، بحار الأنوار: 48/283.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2595 Seconds