البَاحث: سَلَام مكيّ خضيّر الطَّائِيّ.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلَاة والسَّلَام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أبي القاسم مُحمَّد وآله الطَّاهرين، والغرّ المنتجبين...
أمَّا بعد...
فإنَّ هناك العديد من الأشياء التي تضرّ بالإنسان على جميع مستويات حياته؛ كالمستوى المعيشي والمستوى الاجتماعي وغيرها، وهو يعمل بها ومن الممكن أنّه لا يعلم بضررها عليه، وهذه الأشياء الضَّارة وضّحها لنا أمير المؤمنين الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام)، في العديد من حكمه الواردة عنه (عليه السَّلَام)، إذ إنَّه قال: (أضرّ شيء الطَّمع)[1]، فالطَّمع بأنواعه المختلفة؛ كالطَّمع في الميراث مثلًا، والمحاولة في أخذ القسم الأكبر منه وحرمان الآخرين منه، والطَّمع في جمع الأموال وعدم تأدية ما يترتّب عليها من حقوقٍ شرعيَّة، هو من الأشياء، بل من الصّفات السّيئة التي إن وجدت في الإنسان يكون انعكاسها سلبًا عليه، فهنا قد خرج عن القاعدة الشّرعيَّة وتعدَّى حدود الله تعالى، ومن ثم أصبح شيئًا مضرًّا بالإنسان ويأخذ به إلى الهلاك.
وأيضًا من الأشياء التي تنعكس سلبًا على الإنسان وتضرّ به، هو عدم اتّزانه وتفسير الأمور والأشياء بحماقة، ولا يأخذ الأمور بالتَّفكير الصَّحيح والعقل السَّليم وبطريقةٍ جديَّة، فإن الذي لا يتَّبع هذه الطَّريقة في التَّصرّف مع الأمور، وتكون صفة الحماقة وعدم التَّفكير الصَّحيح مسيطرين عليه، يصبح في هذه الحالة ما يسير عليه ويتّبعه من أضر الأشياء بالنسبة له، فروي عن الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام)، إنَّه قال: (أضرّ شيءٍ الحمق)[2].
وكذلك من أضرّ الأشياء التي تؤثر بصورة سلبية على الإنسان، هي عدم الإيمان والتَّصديق بما أتت به الدَّعوة الإسلامية، وعدم الالتزام بالشَّريعة السَّمحاء والامتثال لها، فيكون هذا الأمر من الأشياء التي تضر بالإنسان، فتأكيدًا لكلامنا هذا، هو ما ورد عن الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام)، في هذا الشَّأن، إذ إنَّه قال: (أضرّ شيء الشّرك)[3]، وهناك العديد من الأشياء التي تضرّ بالإنسان نفسه، ولكن نكتفي بهذا الحديث عن: (ما هو أضرّ شيء على الإنسان؟)، نسأل الله تعالى أن يجعل هذه الأعمال في ذخيرة أعمالنا وتنفعنا يوم الورود، وصلَّى الله تعالى على سيِّدنا ونبيِّنا أبي القاسم مُحَمَّد وآله الأطهار، والّلعن الدَّائم على أعدائهم الفاسدين الفجَّار، من الأوَّلين والآخرين، ما بقيت وبقي اللَّيل والنَّهار...
الهوامش:
[1] غُرر الحكم ودُرر الكلم، عبد الواحد الآمدي التّميمي: 36.
[2] المصدر نفسه.
[3] موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم الصَّلَاة والسَّلَام)، الشيخ هادي النجفي: 5/327.