أولاً: عدد أخواته اللاتي خرجن معه (عليه السلام)
1ـ السيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب (عليهما السلام).
بقلم: السيد نبيل الحسني الكربلائي.
إنّ إخراج الإمام الحسين (عليه السلام) لبعض أخواته كان قطعياً لا يرد إليه الظن، وذلك من خلال النصوص التاريخية الكثيرة التي دوّنت هذا الخروج لحرم الرسالة والنبوة، وقد كان عددهن عشرة؛ فضلا عن شقيقته العقيلة زينب (سلام الله عليهنّ أجمعين)، وهنّ كالآتي:
1 ــ السيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام).
تناول كثير من النصوص اسم أم كلثوم ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) فيمن كنّ في معركة الطف، ولقد أورد لها المؤرخون وأصحاب المقاتل خطبة في الكوفة؛ قال ابن نما الحلي: (وخطبت أم كلثوم بنت علي من وراء كلة وقد غلب عليها البكاء...)([1]).
ولقد اختلفوا كثيراً في تحديد هوية أم كلثوم هذه التي كانت في كربلاء، وذلك يعود إلى تسمّي أو تكنّي أربع من بنات أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الاسم، فقد قال السيد محسن الأمين: (أم كلثوم زوجة مسلم بن عقيل([2])، لعلها الوسطى، وأم كلثوم الصغرى، وأم كلثوم.
وهناك زينب الصغرى المكناة أم كلثوم المنسوب إليها القبر الذي في قرية رواية شرقي دمشق فيمكن أن تكون هي زينب الصغرى، وتكون هي وأم كلثوم الصغرى واحدة، ويكون المكنيات بأم كلثوم ثلاثا، ويمكن أن تكون غيرها، فيمكن أن يكنّ أربعا، فيكون لنا زينب الكبرى، وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم، وأم كلثوم الكبرى، وأم كلثوم الصغرى، والأخيرة اسمها كنيتها أم كلثوم زوجة مسلم بن عقيل والله أعلم.
ثم أن أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام التي كانت مع أخيها الحسين (عليه السلام) بكربلاء، لا يُدرى أيهن هي فيمكن أن تكون هي زوجة مسلم بن عقيل فتكون قد خرجت مع أخيها الحسين عليه السلام، كما خرجت معه أختها زينب، وزوجها عبد الله بن جعفر حي بالمدينة، فخرجت معه هي وولداها عون وجعفر، وهذه كان قد خرج زوجها مسلم إلى الكوفة وخرج أولاده مع الحسين، ويمكن أن يكون فيهم من هو من أولادها فهي أحق بالخروج مع أخيها الحسين من كل امرأة، ويمكن أن تكون هي الصغرى ويمكن على بعد أن تكون الكبرى جاءت مع أخيها مع وجود زوجها)([3]).
فيما أشار البري: إلى أن أم كلثوم التي كانت مع أخيها هي ليست من أمه فاطمة (عليها السلام) ([4]).
أقول:
فنحن نأخذ من هذه الأقوال التي ذكرها المؤرخون قولاً واحداً وعدّ هذه الشخصية شخصية واحدة دفعاً للإشكال في إثبات أيتهن كانت في كربلاء بشكل قطعي، ولعلهن كن جميعاً فبذلك تكون بنات أمير المؤمنين عليه السلام اللاتي خرجن مع أخيهن الإمام الحسين (عليه السلام) واللاتي تسمين أو تكنين بـ(أم كلثوم) أربعاً، ولكن كما أسلفنا ودفعاً للاعتراض احتملنا أنها شخصية واحدة.
أما بقية أخواته (عليهن السلام) اللاتي أخرجهنَّ الإمام الحسين معه الى كربلاء فهو ما سنتناوله لاحقاً.
الهوامش:
([1]) مثير الأحزان لابن نما: ص68؛ البحار: ج45، ص112.
([2]) عمدة الطالب لابن عنبة: ص32.
([3]) أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين: ج3، ص484.
([4]) الجوهرة في نسب الإمام علي وآله للبري: ص45.