بقلم: م . م علي فاخر حسن.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين محمد وآله الطاهرين.
وبعد:
ومعناها التعلم والإرشاد والنصيحة ويراد بها التنبيه لمكافحة الجهل عن فكر وتعقل،[1] قال الإمام علي (عليه السلام) «الْحِكْمَةِ الَّتِي هِيَ حَيَاةٌ لِلْقَلْبِ الْمَيِّتِ وبَصَرٌ لِلْعَيْنِ الْعَمْيَاءِ وسَمْعٌ لِلْأُذُنِ الصَّمَّاءِ وَرِيٌّ لِلظَّمْآنِ وفِيهَا الْغِنَى كُلُّهُ والسَّلَامَةُ»[2]، أي ان الامام انما ذلك بمنزلة الحكمة، أي عدم الشبع من الحياة وعدم ملالتهم منها بالنسبة لأهل الدنيا، وهكذا الحكمة فإن العلماء والصالحين لا يشبعون منها، فهي حياة للقلب وضياء للعين وسمع للأذن، وري للظماء وفيها الغنى والسلامة، وهي كتاب الله الذي يبصر البصير، وينطق المحق، أي انها نور بسبب المعرفة، والعلوم الفائضة بعدها والثبات عند التزلزل والفتن الحادثة عند الشروع بعمل الخير، لأن صفتها الثبات عند اوائل الأمور والوقوف عند عواقبها[3] وصولاً للخاتمة التي تمتاز بتحقيق الأهداف والغايات السامية.
د. الصبر على لزوم الحق:
يريد الإمام علي (عليه السلام) أن لزوم الصبر لهو من السمات الأساسية لكل من يمارس الإدارة، وفيها صعوبة كبرى والتي اكد عليها الإمام علي (عليه السلام)لجليل خطرها، وهي الصبر على الحق ولو اوجب تفرق الناس عن صاحب الحق قال (عليه السلام) ((لَا تَسْتَوْحِشُوا فِي طَرِيقِ الْهُدَى لِقِلَّةِ أَهْلِهِ))[4]، فنهى (عليه السلام) عن الاستيحاش في طريق الهدى لأجل قلة أهله فإن المهتدي ينبغي أن يأنس بالهداية فلا وحشة مع الحق[5]، وهنا اشار الإمام (عليه السلام)بان الهدى اصبح طريقاً يتجافاها اكثر الناس؛ لذا تبدو موحشة غير سهلة السلوك،[6] وهذا من افضل الصفات التي يجب أن تتوفر في المتصدي لإدارة المجتمع، لأن الصبر يعني الإرادة الكبيرة والهدف الابعد والروح الرياضية التي تستثمر هذه النعمة في احقاق الحق والتأني في الأحكام والصبر في لزوم الحق وإن تركه الناس)[7].
الهوامش:
[1] ظ: في رحاب نهج البلاغة، مرتضى مطهري: 127.
[2] شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد:8/ 287.
[3] ظ: نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة، المحمودي: 7/245.
[4] شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: 19 / 261.
[5] م - ن: 19 / 261.
[6] ظ: الأثر القرآني في نهج البلاغة، د. عباس الفحّام: 62، 63.
[7] لمزيد من الاطلاع ينظر: التنمية البشرية في نهج البلاغة: م.م علي فاخر حسن، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 46-47.