بقلم: د. حسام عدنان الياسري.
الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله، مانع كل غنيمة وفضل، وكاشف عظيمة وازل، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الاطهار.
وبعد:
السَّنام أعلى ظَهر البَعير والنّاقة[1]. يقال: جَمَل سَنِم. أي عظيم السَّنام[2]. وتَسَنَّمْت الشيء إذا عَلَوْتُهُ[3].
وقد استعمل الإمام (عليه السلام) مفردة (سَنَام) أربع مرات في نهج البلاغة. في حين جاءت لفظة (تَسَنَّمْتم) مرة واحدة[4]، للدلالة على العَلوَّ والارتقاء. ويمكن تفصيل ذلك بحسب ما يأتي:
ثانيا: الدلالة على الإسلام.
وتبدو هذه الدلالة متفرّدة عن الإمام (عليه السلام)، فإنّه جعل (الإسلام) بمنزلة (السَّنام)، وذلك في قوله الذي يتحدث فيه عن فضل الإسلام عند الله تبارك اسمه. يقول الإمام: ((... جَعَلَ اللهُ فِيهِ مُنْتَهَى رِضْوَانِهِ، وَذِرْوَةَ دَعَائِمِهِ، وَسَنَامَ طَاعَتِهِ))[5]. والنّص يشير إلى قيمة (الإسلام) عند الله الذي جعل فيه غاية رضوانه، وأعلى أُسُسهِ. فهم يشير إلى أنّ الدين الإسلامي الحنيف يتضمن (غاية رضوان الله)، و(الأساس الذي يَسْتقيم به المَرْء وعمله). وفوق ذلك كله، فيه قِمة الطاعة للحقّ جل جلاله. وقد استعار الإمام مفردة (سَنام) من دلالتها على الجزء المعروف في الإبل للدلالة على القمة التي تتمثل بها طاعة الله. كأنّ الذي يريد أنْ يبلغ القمة والعلو في رضا الله تبارك وتعالى وينال الثبات في دعائمه، فينبغي عليه أن يكون مُسلماً قولاً وعملاً. فالإسلام، في كلام الإمام، هو الأصل الذي يحتاجه المرءُ، ليبلغ به الشَّرف والرفعة عند الله. )[6].
الهوامش:
[1] ينظر: لسان العرب (سنم): 12/306.
[2] ينظر: العين (سنم): 7/273، وتهذيب اللغة (سنم): 13/13.
[3] ينظر: تهذيب اللغة (سنم): 13/13.
[4] ينظر: المعجم المفهرس لالفاظ نهج البلاغة: 226.
[5] نهج البلاغة: خ / 198: 396.
[6] لمزيد من الاطلاع ينظر: ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة: للدكتور حسام عدنان رحيم الياسري، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 51-52.