من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث حقول المعادن والأدوات والآلات ومتعلقاتها: 5- العِقيان قوله عليه السلام: (مِن فِلِزّ اللُّجَيْن والعِقْيان)

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 05-11-2025

بقلم: د. زهراء حسين جعفر

الحمدُ لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالضياء، وقدمه في الاصطفاء، وجعله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أما بعد:
وردت هذه اللفظة الغريبة في حَدِيثِ الإمام عَلِيّ(عليه السلام) بقوله: ((مِن فِلِزّ اللُّجَيْن([1]) والعِقْيان.))([2]).وعند الرجوع الى الأصل في نهج البلاغة؛ يتضح المعنى لوصف جوده وكرمه- سبحانه- وسعة رحمته وشمول آلائه قال (عليه السلام): (( ولو وهب ما تنفست عنه معادن الجبال، وضحكت عنه أصداف البحار، من فلز اللجين والعقيان، ونثارة الدر...))([3]).
ورد في التهذيب معنى(العِقْيان): ((هو ذهب ينْبت نباتاً، وَلَيْسَ مِمَّا يستذاب من الْحِجَارَة...))([4]).وأصل العِقيان من(العقو) كما قال ابن فارس: ((الْعَيْن وَالْقَاف وَالْحَرْف الْمُعْتَلّ كَلِمَات لَا تَنْقَاس وَلَيْسَ يَجْمَعُهَا أَصْلٌ، وَهِيَ صَحِيحَة...،وَالثَّالِثَة: الْعِقْيَان، وَهُوَ فِيمَا يُقَالُ: ذَهَبٌ يَنْبُتُ نَبَاتًا))([5]).    
وفي كتب غريب الحديث ذكر الحربي الألفاظ التي تدل على الذهب هي الْعِقْيَان وَالتِّبْر فقال: (( وَالْعِقْيَان: ذَهَبٌ يَنْبُتُ نَبَاتًا لَيْسَ يُسْتَخْرَجُ مِنَ التُّرَابِ...،الْعِقْيَان وَالتِّبْر: الذهب))([6]).
ويتضح من قول ابن الأثير وغيره أنَّ العِقْيَان: هُوَ الذَّهَب الخالِص في حَدِيثٍ لأمير المؤمنين(عليه السلام) قوله: (( لَوْ أرادَ اللهُ أَنْ يَفْتَح عَلَيْهِمْ العقْيَان))([7])، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَنْبُت مِنْهُ نَباتاً يسمى مَعَادِن والألف وَالنُّون زَائِدَتَانِ([8]). فقد استعمل الإمام(عليه السلام) اللفظة بدلالتها المجازية التي تدل على الخير الكثير)([9]).

الهوامش:
([1]) قال الهروي: اللجن وَهُوَ اللجين يُقَال: لجنت الشَّيْء إِذا خيسته وكل شَيْء خيسته فِي مَاء فقد لجنته. جمهرة اللغة،(لجن)1/492، و(اللُّجَيْنُ) بِالضَّمِّ الْفِضَّةُ جَاءَ مُصَغَّرًا مِثْلُ الثُّرَيَّا. مختار الصحاح: (ل ج ن)1/280،وينظر: الجراثيم: 1/385.
([2]) النهاية في غريب الحديث والأثر: 3/470، لسان العرب: (فلز) 5/392.
([3]) نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد: 6/402، وينظر: غريب الحديث في بحار الأنوار: 3/357.
([4]) تهذيب اللغة: (عق)3/ 21.
([5]) مقاييس اللغة: (عَقَوَ)4/77.
([6]) غريب الحديث: 1/53، وينظر: الجراثيم: 1/385.
([7]) النهاية  في غريب الحديث والأثر: 3/283، وينظر: غريب الحديث في بحار الأنوار: 3/82.
([8]) ينظر: النهاية  في غريب الحديث والأثر: 3/283.
([9])  مزيد من الاطلاع ينظر: كلام الإمام علي عليه السلام في كتب غريب الحديث/دراسة في ضوء نظرية الحقول الدلالية، تأليف زهراء حسين جعفر، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص209-210.