بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
الدعوة إلى عدم الاغترار بالدنيا وعدم الاعتماد على الصحة الجسمية أو المال أو الجاه، لأن ذلك الى زوال، إذ كثيراً ما نشاهد شخصاً أصبح وقد استقبل يوماً جديداً كان قد خطط لأن ينجز فيه مهمات معينة ويقضي لوازم خاصة إلاّ أنه لا ينهيه بتمامه بل يموت قبل آخره، وأيضاً كثيراً ما يكون الشخص مغبوطاً ومعدوداً من الاحياء ذوي الصحة أو المال أو الجاه، في ليلة من الليالي لكنه لا يتمها وهو حي، بل يبكى عليه في آخرها وقد يتألم لفقده.
فإذا كان واقع الحياة هكذا فلا بدَّ للعاقل أن لا يأمنها ولا يوجد لنفسه متاعب في يوم الحساب ويحاول ان يكون مرضياً في أفعاله لئلا يغضب أحداً فيذُكر بخير ويتأسف عليه.
إذن فالإمام عليه السلام يعرض حالتين يشهدهما الكثير من الناس مهما اختلفت مراتبهم أو أماكنهم أو زمانهم لأن ذلك أمر طبيعي للمخلوقين مما يجعل العاقل في حالة تأمل ليقدم على مواقف قد انسحب عنها لحسابات دنيوية، وليتراجع عن مواقف قد أقدم عليها لحسابات دنيوية لأنه قد رأى عياناً المصير المنتظر والحالة التي يؤل إليها كل أحد[1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 176- 177.