أخلاق الإمام علي عليه السلام قال عليه السلام (في تقلب الأحوال علمُ جواهر الرجال)

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال عليه السلام (في تقلب الأحوال علمُ جواهر الرجال)

5K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 24-06-2023

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد:
من السهل جداً تكوين العلاقات الاجتماعية على صعيد الأفراد أو الجماعات، وبمستوى وثيق أو مصلحي مؤقت، إلا أنّ ذلك قد يشكل مشكلة في يوم من الأيام عندما يكتشف الإنسان أنّ من أقام معه العلاقة لم يكن بمستوى يؤهله للاتصال به، إما للانحطاط الفكري أو العقيدي أو الأخلاقي او حتى المستوى المعاشي أحياناً والسياسي في أحيان كثيرة.
فالدعوى إلى انتقاء الأصدقاء وعدم التساهل في ذلك لأنه إنما تصح العلاقات وتتأكد و تأخذ طابعاً أخلاقياً مؤكداً عندما تتعرض للتجربة وتخضع للاختبار أما بقصد أو بشكل عفوي وعندها يعرف الإنسان معارفه وأعداءه، واعوان الزمان عليه، ومن هم مخلصون معه، ومن هم مصلحيون يتبعون مصالحهم الشخصية، إذ قد تتجلى شخصية فرد في المجتمع فيلتف حوله الكثير طلباً لفوائد ومقاصد خاصة. لكن على العاقل أن لا يخدع فيجعلهم رصيداً يتكل عليه في وقت الضيق وعند الحاجة، بل عليه التريث في الحكم طويلاً إلى أن تصادف التجربة المناسبة غير المصطنعة – لأن رد الفعل قد يكون مصطنعاً أيضاً – ليكشف مدى نجاحه في علاقاته الاجتماعية، فلا يظهر معدن الصديق إلا بعد إخضاعه للتجربة ولا يمكن لأحد معرفة جوهر الآخرين إلا عند تغير الحال في المستوى المعيشي، الاجتماعي، الثقافي، المنصب الإداري، المركز الحساس؛ إذ قد تكون العلاقة مبنية على الانتفاع فحتماً يظهر جوهر المقابل بأنه مزيف وغير صدوق في صداقته وليس جديراً باستمرار العلاقة والمداومة عليها؛ لأن الصداقة تحتاج إلى تبادل الإخلاص والوفاء والصفاء وأما إذا انقطع ذلك من أحد الإطراف فتصاب بالفشل حتماً [1].

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص247-248.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2987 Seconds